نتنياهو وإعادة إنتاج الرواية الزائفة

د. عبدالحكيم القرالة

من تابع خطاب نتنياهو امام الجمعية العامة يلتقط وبما يدع مجالا للشك انه يحاول اعادة إنتاج الرواية الاسرائيلية الزائفة التي بثتها دولة الاحتلال الى العالم بعد احداث السابع من اكتوبر كشماعة يلقي عليها كل هذا الاجرام والعنف..

مفردات وكلمات وافكار ولغة جسد وحجج واهية مبنية على تزييف الحقائق وقلبها دون خجل كعادته وان دولة الاحتلال الطرف المظلوم الذي لا بد للمجتمع الدولي ان يقف الى جانبها في ظل ما تواجهه من اخطار، مستمرأ ومتجاوزاً كل ما يقوم به من جرائم حرب وإبادة بحق الاشقاء الفلسطينيين.

حتى الوقاحة السياسية اذا جاز الوصف استخدمها بكل وضوح دونما رادع بانتهاجه رسائل التوبيخ والقاء المسؤولية على المجتمع الدولي وعلى الجمعية العامة اكبر تجمع اممي بان عليهم تحمل مسؤولياتهم ودعم اسرائيل في وجه الارهاب على حد وصفه..

غريب امر هذا النتنياهو يزور ويقلب كل الحقائق دونما رادع كمن «يقتل القتيل ويمشي في جنازته» يتبجح بكل شيء ويقنع ذاته انه على حق ويعيش الحالة ويجسد دور البطل والمنقذ ومن يقاتل نيابة عن العالم والسلام في هذه المسرحية الهزلية.

الأدهى أنه وبعد كل هذا الاجرام والعنف والابادة التي تثبتها الارقام والحقائق وعلى مرأى ومسمع الجميع؛ لا يأبه لكل ذلك ويستمر في مسلسل الكذب والتسويف والزيف وعيش دور الضحية وهو القاتل المجرم وهذا واضح للجميع ولا يختلف عليه اثنان.

وكما العادة يستخدم خرائطه للتدليس على الناس والأمر انه يتحدث عن السلام وضروراته بان تنعم المنطقه بالامن والاسقرار لكن اي سلام يتحدث عنه وهو انتهج كل سبل التنكيل والابادة بحق الشعب الفلسطيني وهو من يريد ان يستمر هذا العنف ويضطرد وان تتسع رقعته كما يفعل في استهداف الاشقاء اللبنانيين ويريدها غزة ثانية.

هذا الصلف والاجرام والزيف والكذب الذي هو نهح عمل نتنياهو واليمين المتطرف لم يكن ليحدث لو تحمل المجتمع الدولي والشرعية الدولية والقوى الوازنه مسؤولياتها القانونية والانسانية والاخلاقية في لجم هذا المجرم وكبح جماح اجنداته الخبيثة والمتطرفة.

إجمالا.. للأسف سقطت الشرعية الدولية سقوطا مدويا في اختبار غزة وتهاوت امام هذا المجرم وتطرفه وفشلت فشلا ذريعا في تحمل مسؤولياتها سواء بمواثيقها أو مؤسساتها، لذا لن يتوقف نتنياهو عن اجرامه وحربه الشعواء على الجميع ما دام الحال على ما هو عليه دونما رادع.. حينها ستصل المنطقة الى مرحلة اللاعودة ولن ينفع الندم وسيخسر الجميع.