جعفر حسان... مؤشرات إيجابية

 بلال حسن التل

 بعد تكليف جلالة الملك لدولة الدكتور جعفر حسان بتشكيل حكومة جديدة، وقبل ان يتم الإعلان عن التشكيل الحكومي، انطلقت سهام التشكيك، وابواق الترويج للاحباط واليأس، فنشرت في جريدة الرأي بتاريخ 2024/9/17 مقالا دعوة فيه الى التوقف عن اصدار الأحكام المسبقة، والى إعطاء الرجل فرصته، وهي ابسط الحقوق  واهم قواعد العدالة، التي تشكل الأرضية الصالحة لإصدار الأحكام العادلة، والمواقف البعيدة عن الهوى. 

 ومنذ ان اقسمت  الحكومة اليمين الدستوري، بدات كغيري من الاردنيين بمراقبة اداء رئيسها، فتوفرت عندي بضعة مؤشرات إيجابية، اولها وضوح الرجل وحزمة وصراحته، وهي صفات قيادية تجلت  فيما قاله في الخلوة التي اشرك فيها الوزراء والامناء العامين للوزرات ومدراء الدوائر والأقسام المعنية بالمتابعة، حيث اكد على ضرورة العمل على اساس جملة من القواعد الذهبية للنجاح والتي الخصها مما قاله دولته وهي:الارادة المبنية على القناعة،وعلى ضرورة الانسجام بين اطراف الادارة العامة، والقائم على الفهم بدون اي التباس، وان من لديه اي التباس عليه اعلانه ليتم توضيحه، ومع الارادة لابد من حسن الإدارة الذي يؤدي الى حسن التنفيذ، الذي يقود الى تحقيق الأهداف، مما يبني الثقة بين المواطن والدولة وهي قضية مركزية نحتاجها لبناء جبهة داخلية قوية متماسكة تشكل حائط سد منيع في مواجهة كل التحديات التي تواجه وطننا.

كما اكد دولته على اهمية  المراكمة على الانجاز، والتي ستخلص بلدنا من افة طالما عانينا منها فقد كان كل مسؤول في الغالب ينسف ما كان قد بدأه سلفه ، مما كان يؤدي الى هدر بالمال والجهد والوقت. 

كما اكد دولته على قاعدة ذهبية مهمة وهي المتابعة التي سيتولها بنفسه، وفي المعلومات المتوفرة ان دولته اجتمع ويجتمع مع الوزراء اجتماعات ثنائية عديدة مع كل وزير ليطلع على واقع الوزارات وخططها ومشاكلها لتكون متابعته لاداء هذه الوزارات عن فهم ودراية، وفي هذا حل لمشكلة طالما اشرنا إليها وهي مشكلة غياب المتابعة ومن ثم غياب المحاسبة للمقصرين. مما كان يساهم في تعاظم الترهل الإداري وتفاقم المشاكل.

  وفي اطار المتابعة بدأ دولته مبكرا بتنفيذ ماوعد به بالمتابعة الميدانية، وكانت بدايته موفقة عندما اختار لهذه البداية واحدة من اكثر المناطق معناة وارتفاعا بنسبة الفقر، ونسبة البطالة، هما  دير علا، وغور الصافي في جولة لم يتم الاعلان عنها مسبقا، ليعرف الواقع على حقيقته، ومن  افواه المواطنين في الدوائر والمرافق التي زارها، مسجلا طلباتهم، موعزا بتنفيذ الممكن منها،  موجها الى تزويد المرافق التي تفقدها من بما تحتاج اليه مما يعني ان الرجل غير منحاز الى من يمكن وصفهم بالمترفين، كما حاول ان يروج أصحاب الأحكام المسبقة، غير المبنية على المعرفة. كما ان الرجل ليس من مدرسة الجولات الاستعراضية. بل يتفقد ليعرف وليصحح. 

 فوق دلالات اختيار  اول المناطق التي بدأ بتفقدها الرئيس، فإن هذه الزيارة تدل على ان الرجل يعني مايقول، متمنين ان يظل كذلك مازجا القول بالعمل، كما مزح بين العلوم السياسية والاقتصادية والادارية في تحصيله الاكاديمي.

خلاصة القول هي: ان اداء دولة الدكتور جعفر حسان وبالرغم من قصر مدة وجوده في موقعه الجديد فقد اعطى مؤشرات على النجاج نرجو ان يراكم عليها، ففي نجاحه نجاح لبلدنا، لذلك نؤكد على الدعوة بان من حق الرجل ان يأخذ فرصته، قبل البدء باصدار الأحكام، وأطلاق حملات التشكيك.