القبالين يكتب: "الإخوان تنظيم يشكل خطرًا على تطور الأردن"

كتب - م.مجدي القبالين

ينال فريحات عن مهرجان جرش ( سكر وشرب وعلاقات غير شرعية واحتفالات الاخوان متزنة )، صحيح سيء ان يعمم ويتهم بهذا الشكل وصحيح الامر ليس تصرفا فرديا وانما هو جزء من العقيدة السياسية والاجتماعية للاخوان المسلمين.

ولكن هناك ما هو اشد خطورة من ذلك ، الخطير جداً في الاخوان انهم يستعملون الدين كمبرر قطعي في اي حوار او نقاش اجتماعي او سياسي او اي جانب اخر  كمرجعية تبرير يجب ان تفرض كونها مرجعية ( معصومة ) بغض النظر عن الية تفسيرها وتبريرها.

فمثلا حارب الاخوان المسلمين تطوير المناهج من خلال توظيف فكرة ان المناهج تحارب الدين واتحدى كل قيادات الاخوان خلال حربهم على المناهج اذا كان اعتراضهم قائم على اي جانب فني علمي ! مطلقا! ولذلك تجدهم يروجون ( عمدا) اي امر يمكن استغلاله دينيا في المناهج وعليكم مراجعة جميع مع اثاره الاخوان عن المناهج على مدار عقود ، جميعها نقاط قائمة على فكرة ( الدين ). مع التركيز على شكليات فقط. فمثلا هل اثار الاخوان موضوع اهمية التطوير التقني ؟ موضوع تطوير اليات التعليم ؟ موضوع الانفتاح على الدول المتقدمة بالتكنلوجيا والاستفادة من مناهجهم ؟ موضوع تطوير البحث العلمي ؟ لن تجد ذلك ( مطلقا) بل ستجد تعليقات ( سخيفة ) جداً قائمة على فكرة استغلال الشعور الديني لفئة كبيرة من الناس !

وحتى على مستوى سياسي ، نفس الاسلوب تماماً ونفس التعليقات السخيفة ، وحتى في الانتخابات الاخيرة مارس الاخوان امر خطير جداً وهو تسويق نفسهم للمكون الفلسطيني في الاردن بشكل اساسي وتحديدا في المناطق الشعبية والمخيمات وكذلك استعطاف المناطق العشائرية بملف القضية الفلسطينية وهكذا كانت جميع شعاراتهم في الانتخابات بعيداً عن اي جانب متعلق بالاصلاح السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي . حتى في حراك المعلمين ركز الاخوان على ترويج فكرة ضرورة رفع العلاوة للمعلمين ولكنه لم يتطرق إطلاقاً لموضوع ضرورة تطوير المعلمين او انه يوجد مشكلة في مستوى المعلمين ولكنه استعملهم للضغط على الدولة وتوسيع قاعدته الشعبية . الاخوان حزب سياسي يرفض الاخر تماما وان ادعى غير ذلك وعلى مستوى الاردن اصبح عبارة عن شبكة مصالح اقتصادية سياسية  للمستوى الاول والثاني بالحزب وكذلك اداة ارباك يتم التحكم فيها من خارج الحدود بشكل مباشر او غير مباشر. ولهذا كان سهل توظيفهم لاغراض سياسية مثل ما استعملهم اردوغان في تركيا.

وبالتالي فلا زلت على قناعة انهم تنظيم يشكل خطر حقيقي على تقدم وتطور واستقرار وسيادة الاردن. 

اتمنى ان يكون في الاردن حزب ( معارضة ) حقيقي يكون همة الاردن ومنطقه سياسي يؤمن بالتعددية والاختلاف بعيدا عن اي مصالح شخصية او مصالح خارج الحدود.

في عموم الوطن العربي كانت الجماعات ( الدينية - السياسية ) السبب الرئيسي لدمار هذه الدول وتفتيتها وتقسيمها والامثلة كثيرة.