هديب: خطاب الملك أمام الأمم المتحدة لم يكن له مثيل

أكد النائب محمد هديب ان خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان شديد اللهجة اكثر مما سبق و كما عهدناه بعد ان سعى جلالته مراراً و تكراراً و بمواقف ثابتة في حلّ الصراع العربي الإسرائيلي من خلال تلبية طموحات الشعب الفلسطيني وتطلُّعاته و حقه بالتحرر من الإحتلال .

و أضاف هديب أن خطاب الملك أصبح واضحاً و محرجاً للمجتمع الدولي لتخاذلهم السابق من تجريم الإحتلال و تحجيمه الذي بات الإحتلال يتحدى قرارات محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة الذي أكد عليها جلالة الملك حينما وصفها بأنها بدأت بالنهيار سواء داخل القاعة او خارجها .

و ثمن هديب خطاب جلالة الملك الذي كان الأوضح من بين كل الخطابات بأن القضية الفلسطينة لا تنحصر فقط بالحرب على قطاع غزة بل هي قضية صراع لأكثر من 52 عاماً على حدود الضفة الغربية و القدس الشريف و قضية فلسطين هي القضية الأولى في العالم و الأبرز بالمشهد السياسي العالمي الذي لا زالت الإنتهاكات الصارخة للوضع التاريخي و اقانوني القائم في المقدسات الإسلامية و المسيحية مستمرة بلا توقف و التي قالها جلالة الملك بكل وضوح أمام العالم ان هذه الأفعال جائت و للأسف "بحماية و تشجيع أعضاء في الحكومة الصهيونية" و تصاعد العنف المسلح من قبل قطعان المستوطنين بشكل كبير .

و أشار هديب ان خطاب جلالته كان واضحاً لمن "يروج" له ممن أسماهم جلالته بـ"المتطرفين" في إسرائيل لفكرة تحول الأردن كـ"وطن بديل" للفلسطينيين، قائلاً إن "هذا لن يحدث أبداً"، ووصف عملية "التهجير القسري" للفلسطينيين، بأنها "جريمة حرب" و هذا ما نطقه جلالته كزعيم عربي و الوحيد تحدا به الجميع لينسف ما يخطط له الإحتلال لمستقبل دولتهم المزعومة و ان الوطن البديل ليس في الأردن و فلسطين للفلسطينيين ولن يحدث أبداً قاطعاً الطريق امام من يشككون في نزاهة العائلة الهاشمية .

و تأسف هديب على التزايد في الإحباط الدولي و ترك الأردن في صراعه السياسي من أجل فلسطين وحيداً في مواجهة كيان أرعن و جبان و الذي أصبح مكشوفاً أمام العالم و ضحها جلالته في كلمته برسالة دقيقة و واضحة و فسرها بـ "المحبطة" ان هذا هو "الإحباط الدولي من إسرائيل كان قد بدأ بالتزايد منذ زمن، ولكنه لم يكن أوضح مما هو عليه الآن" إلى أنه "على مدار عقود عدة، حرصت إسرائيل على أن تقدم صورتها للعالم كنموذج مزدهر للديمقراطية الغربية في الشرق الأوسط".

و قدم شكره هديب لصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني و العائلة الهاشمية على مواقفهم الثابتة و الراسخة و الشجاعة و ليعلم الجميع ان الأردن لا تقل خسارة عن الأهل في فلسطين و اذا ضاقت على فلسطين ضاقت على الأردن و اذا ضاقت على الاردن ستكون قد ضاقت على فلسطين, محذراً الجميع بالوقوف خلف القيادة الهاشمية لصد أي محاولة تحاك ضد جلالة الملك منذ أن اعتلى جلالة الملك عبدالله الثاني سدة الحكم من ربع قرن و كرس جهوده لمواجهة الظروف المحبطة التي تمر بها المنطقة و حماية الوصاية الهاشمية من اي تهيد التي وقّع جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والرئيس الفلسطيني محمود عباس اتفاقاً تاريخياً في عمّان، أُعيد التأكيد فيه على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة، وأنّ جلالة الملك هو صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس و لم و لن يكن هنالك اي بديلاً عن العائلة الهاشمية في حماية الوصاية .