عبيدات تكتب: خطاب جلالة الملك في الأمم المتحدة

كتب - د. حنين عبيدات

خطاب ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في المناقشة العامة للدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

كان خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين أمام الأمم المتحدة خطابا سياسيا و مجتمعيا و إنسانيا شاملا و هاما، تعرض فيه لجل القضايا الإنسانية و السياسية في المنطقة، وحمل الخطاب رسائل واضحة كانت عبارة عن ثوابت لا يمكن إخلالها " كموقف الأردن من تهجير الفلسطينيين، إذ يرفض الأردن بقيادته الهاشمية الوطن البديل للفلسطينيين و التهجير القسري لهم" ، فقد تطرق في خطابه لموقف الأردن من القضية الفلسطينية و من حرب إسرائيل على غزة و ضرورة وقوف العرب و العالم سياسيا و إنسانيا مع الأردن للتخفيف على شعب غزة و إيقاف الاعتداءات على الضفة الغربية و القدس الشريف، بالإضافة إلى الموقف و الرأي السياسي حول تصعيد الحرب في المنطقة كما يحدث في لبنان.

احتوى خطاب جلالة الملك مضامين سياسية هامة رسمت خارطة الطريق للمنطقة بكل قوة وحكمة و حنكة و ثقة و رسخت موقف الأردن كدولة و شعب أمام المجتمع الدولي.

جلالة الملك في خطابه بعث الأمل للشعوب العربية إذ رفع راية السلام و العدل و الحقيقة في سرديته حول القضية الفلسطينية المحورية و ضرورة الوصول إلى حل عادل و شامل.

يعتبر جلالة الملك عبدالله الرجل السياسي الوحيد في العالم الذي دافع عن غزة سياسيا و انسانيا من الإنتهاكات الاسرائيلية من بداية الحرب عليها فقد تجول في كل العالم من أجل إيقاف الحرب و إيجاد حلول لإيقاف حالة الدم و القتل و اللإنسانية التي مورست على شعبها، و سيبقى حاملا المصلحة الفلسطينية و العربية بين يديه و مدافعا حقيقيا و ذلك من باب العروبة المتجذرة في مواقفه و الموقف والدور السياسي المحوري للأردن تجاه القضايا العربية و أهمها الفلسطينية و أيضا من باب البعد القومي العروبي الذي قام عليه الأردن.

و قال جلالة الملك في خطابه موضحا ما حدث في غزة من تفاصيل حرب و نتائج "تتعرض الأمم المتحدة للهجوم، بشكل فعلي ومعنوي أيضا. منذ قرابة العام، وعلم الأمم المتحدة الأزرق المرفوع فوق الملاجئ والمدارس في غزة يعجز عن حماية المدنيين الأبرياء من القصف العسكري الإسرائيلي".

 و يرسل هنا رسائل إنسانية و مبدأية واضحة في قرارات الأمم المتحدة التي يتم تجاهلها و تحديها في ما حدث في غزة من عام ، و انتقد المجتمع الدولي في عدم اتخاذه خطوات إيجابية نحو حرب إسرائيل على غزة و ماحدث فاق كل التوقعات، و يطالب جلالة الملك على غرار ذلك باحترام القانون الدولي مستندا إلى رأي محكمة العدل العليا .

و دعا إلى ضرورة رص الصفوف و توحيدها من أجل تحقيق السلام العادل في المنطقة و الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية و عدم الاتجاه إلى أي تصعيد عسكري قد يذهب بالمنطقة إلى المجهول.

و بعد سرد بعض النقاط في هذا الخطاب التاريخي فسيكون تأثيره تأثيرا إيجابيا أردنيا و عربيا و دوليا لما يحمل من رسائل سياسية هامة تمثل دولة لها دور رئيسي في المنطقة بقيادة حكيمة و يحمل أيضا معاني عربية قيمة و سامية و أهمها " لا للاستسلام" يعني ذلك المحاولة الدائمة من أجل تحقيق العدل و الأمن و الإستقرار في المنطقة العربية و المحافظة على حقوق الإنسان و حق الشعب الفلسطيني .