سياسيون : خطاب الملك أمام "الأمم المتحدة" يأتي في توقيت حساس
أكد محللون سياسيون انّ الخطاب الذي سيلقيه جلالة الملك عبد الله الثاني من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، هو خطاب في غاية الأهمية ويأتي في توقيت حساس تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط عدداً من المجريات التي لا يمكن الاستهانة بها.
وفي طبيعة الحال فإن جلالته دومًا يركز في خطاباته على قضايا المنطقة، حاملاً عبر هذا المنبر القضايا العربية وممثلا لها وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بحثاً عن الحل السلمي الذي من شأنه ايقاف شلال الدماء وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
وفي خطابه العام الماضي، شدد جلالته إلى جانب تركيزه على القضايا العالمية، على قضايا المنطقة، حين قال «على الرغم من الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها شعوبنا، فإن الأزمات المتكررة، قد أعاقت التقدم في تحقيق المزيد من التنمية والازدهار؛ إذ إن منطقتنا نقطة محورية تتلاقى فيها غالبية التحديات العالمية الأكثر إلحاحا».
وحول خطاب جلالته، يشير استاذ العلوم السياسية، د. صدام بني قاسم إلى أنّ الخطاب الذي سيلقيه جلالة الملك عبد الله الثاني هو جزء من الجهود التي يبذلها الأردن في سبيل قضايا الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص القضية الفلسطينية وما يدور في قطاع غزة من انتهاكات وتجاوزات وايضا ما يجري في اراضي الضفة الغربية والقدس من انتهاكات يومية تمارسها اسرائيل، حيث ان الأردن بقيادة الملك تمكن عبر الزمن من بناء علاقات متينة مع دول عديدة، ومن هنا يأتي ثقل هذا الخطاب.
وبين بني قاسم أنّ مشاركة جلالة الملك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة مهم جداً، ويأتي في توقيت جداً حساس ومتوتر، وجلالته دوما في تصريحاته وفي لقاءاته مع الزعماء والمسؤولين يحذر من خطورة المشهد الذي يواجه منطقتنا، والمخاوف من توسع الصراع؛ فالمنطقة مشتعلة من كل الجهات، والمخاطر تزداد، ولا بد من وضع حد لهذه المخاطر.
الرأي الموزون المسموع
من جهته أشار استاذ العلاقات الدولية، د. عاصم برقان إلى أنّ مشاركة جلالة الملك عبد الله الثاني دورية في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والأردن يسعى من خلال هذا المنبر العالمي الوحيد أن يوصل رسالته إلى كل دول العالم، وجلالته دوماً يركز خلال خطاباته على قضايا المنطقة، مبينا انه من ناحية التوقيت فإن هذه المشاركة مهمة جدا نتيجة لما يجري من ظروف حالية، وخاصة لما يجري في فلسطين ولبنان، وكما هو معروف فإن رأي جلالته هو الرأي الموزون العاقل المسموع، ومن هنا تأتي اهمية التاثير، ومن المتوقع أن تأخذ القضية الفلسطينية والعدوان الاسرائيلي على الضفة وغزة في الوقت الحاضر حيزاً كبيراً في الخطاب، والمطالبة دوماً بأهمية وقف هذا العدوان من أجل الوصول الى حل عادل لهذه القضية، يقوم على تلبية الطموحات المشروعة للشعب العربي الفلسطيني، وموقف الأردن المعهود المتعارف عليه الذي يعلنه جلالته في جميع المحافل الدولية من وقت لآخر.
ردود فعل ايجابية
ولفتت دكتورة العلوم السياسية، د. ريما ابو حميدان إلى أنه يجب الاشارة إلى ان صوت جلالة الملك عبد الله الثاني دوماً له ثقل ووزن واعتبار، سواء عبر منبر الأمم المتحدة أو غيره من المنابر، ودوماً نشهد ردود فعل وصدى قويا لما يتم تناوله من قضايا يعبر عنها جلالته.
وبينت ابو حميدان ان الأحداث التي تجري في منطقة الشرق الأوسط جداً خطيرة والعدوان على غزة اقترب من العام وما زال متواصلا، ومن المتوقع أن يطرح جلالته في الخطاب ليس فقط وقف الحرب، وانما الاحداث التي ستأتي بعد هذه الحرب مثل إعادة الاعمار وغيره، ومن دون شك سيتم تناول مجريات لبنان، وخطورة توسع الصراعات، فالأردن دوما موقفه واضح ويركز على أهمية البحث عن سبل الحلول السلمية الوازنة التي من شأنها التهدئة والبناء.
الدستور - ماجدة ابو طير