مبادرة الجيش العربيّ المصطفويّ الإنسانيّة بأسمى تجلّياتها
د.فريال حجازي العساف
على مرّ التاريخ تُسطر الأدوار التي تقوم قواتنا المسلّحة على كافة الأصعدة قيم الإنسانية المرتكزة على احلال الأمن والسلام والطمأنينة، يأتي ذلك انطلاقاً من الثوابت الأردنية الوطنية الهاشمية الراسخة على إشاعة الامن والأمان على الصعيد الداخلي والدوليّ الذي ينصب على مهام إنسانية بحتة في إرساء السلم والامن الدولي.
ومنذ عام 1989 بدأت مهام الجيش خارج حدود الوطن في حفظ السلام العالميّ من خلال مهمة المراقبين العسكرين بدءًا من انغولا وساحل العاج وليبريا والكونغو في افريقيا مرورًا بالأراضي الفلسطينية وتيمور الشرقية في آسيا الى يوغوسلافيا في القارّة الأوروبية وهايتي في البحر الكاريبي وغيرها من بقاع الأرض ليكتسب الجيش الأردني منذ ذلك ثقة العالم لحماية البشرية ويضع الجيش العربي بصمته في حفظ البشرية والسلم العالميّ.
القوات المسلحة الأردنية / الجيش العربيّ المصطفوي لم يقتصر دوره بالدفاع عن الوطن فحسب بل أمتد ليشمل الجوانب التنموية والإنسانية على مرّ التاريخ مقدمين التضحيات والشهداء فداءً لرسالة السلام والأمن والاسهام الفاعل في حماية حقوق الانسان وتقديم الخدمات للمنكوبين والمتضررين في مختلف بقاع العالم.
الأدلة متعددة وعظيمة علة جهود منتسبي القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي ضمن طواقم مهام حفظ السلام الدولية في مختلف البقاع، وهو ترسيخاً للواجب الانسانيّ و المكانة العسكرية المرموقة التي تتمتع بها القوات المسلحة الأردنية / الجيش العربيّ على مستوى العالم، والثقة العالية بمهارة وكفاءة كافة منتسبيها، وذلك بفضل ما تحظى به من رعاية ومتابعة مباشرة من جلالة الملك المعظم عبدالله الثاني ابن الحسين، وتوجيهاته الدائمة بدعم وتطوير قدرات منتسبي القوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي.
تضافرت جهود القوات المسلحة الأردنية / الجيش العربي المصطفوي بشكل ايجابي مع مهام حفظ السلام الدولية انطلاقاً من الثوابت القومية والإنسانية , فقد جاءت مشاركاته انعكاساً لتاريخه المتجذر في أعماق الحضارة الإنسانية المستند إلى أقدس رسالة ربانية جاءت لخدمة البشرية واحترام حقوق الإنسان، كما وان القوات المسلحة الأردنية تسير بتوجيه السياسة الخارجية الأردنية في مهام حفظ السلام وتقف على مسافة واحدة ما بين أطراف النزاع في مناطق الصراعات بالعالم دون التمييز ما بين عرق أو جنس أو معتقدات دينية مستنده إلى رسالة عمان السمحة ولإيمان الأردن المطلق بالأمن والسلم العالميين.
يأتي ذلك منذ انضمامه لمنظمة الأمم المتحدة عام 1955 في سبيل احقاق الحق وإعادة الحقوق لأصحابها فقد تميزت إنجازات القوات المسلحة الأردنية على الدوام بأداء واجبها في قوات حفظ السلام الدولية أينما حلت كتائبها وارتحلت في اصقاع مترامية من العالم وما ميّز عملها من كفاءة واقتدار وكانوا وما زالوا يثبتون للعالم أجمع أنهم جند أبا الحسين الذي يعلون الراية الأردنية في اصقاع العالم على اختلافها.
مبادرة استعادة الامل الهادفة الى تركيب الأطراف الاصطناعية لمصابي غزّة أطلقها الجيش العربي المصطفوي لتركيب أطراف صناعية لنحو 14 ألف مصاب في قطاع غزّة تسبّب العدوان الإسرائيليّ في بتر أطراف أجسادهم، بأيادي وخبرات أردنية ترّسخ دور القوّات المسلّحة الأردنيّة عقيدتها العسكرية قولاً وعملا ًو استمراراً لإنجازتها في انشاء المستشفيات الميدانية و العيادات المتنقلة والانزالات العسكرية ووصول طائرات الجيش العربي الى الدول الشقيقة المنكوبة في مختلف بقاع العالم.
وتظهر مقوّمات نجاح دور القوات المسلّحة الأردنية / الجيش العربي في تواتر واجباته ومهماته الإنسانية والتنموية والعملياتيةِ ذات التطور المتطرد وواجباته الإنسانية المدارة على مدار العام والمقامة على أكمل وجه، رجال على قدر أهل العزم يعشقون القمم وتراب الوطن والعزائم العظيمة ليبقى اسم القوات المسلحة/ الجيش العربيّ المصطفويّ بيرقاً شامخاً أينما حلّ وارتحل مهام جليلة يحملها صناديد الجيش العربي بكفاءة و احتراف ليتصاعد الفخر والاعتزاز بقواتنا البواسل ليبلغ عنان السماء لجهود الجيش العربي المصطفويّ ومهامه الإنسانية النبيلة والتعامل مع أهلك الظروف والحالات و مع أشد الظروف الإنسانية من خلال الاسناد المعنوي والطبي بدءًا من ارسال المستشفيات الميدانية والانزالات للأشقاء انقاذًا للأرواح والتخفيف من مصابهم. هذا هو جيشينا صاحب النخوة والشهامة والفخر يحضرون فيحضر الأمان ولمساتهم بعون الله شفاء.
هذه المؤسسة الأردنية العريقة برؤيتها الثقابة ونظرتها البعيدة الشاملة تقدم من خلال وحدتها الخدمات الإنسانية وتسهم بشكل فعّال في تخفيف الاثار المدمرة التي افرزها العدوان الإسرائيلي.
جهود ساعية لإعمار واعلاء شأن الوطن بين الأمم مسؤوليات جمة أوكلت للبواسل إنجازات عظيمة وتقدير ملكي للجهود المبذولة قرّة عين القائد ومهجة الشعب وهيبة الدولة نشامى ونشميات هذا الجيش العربيّ يجعلون من إنجازاتهم أرضية صلبة يقف عليها الوطن وابناؤه فهم من يضعون علومهم خدمة للوطن وهم من تتفتح قلوبهم قبل عيونهم لتكون سياجًا يسيّج الوطن فهم حماة الوطن لهم المحبة والتحيّة وللحمى رايةٌ مرفوعةٌ ابدًا يحوطها العز والإيمان والظفر.