الفائز هو الوطن
كتب - محمد بركات الطراونة
لإن الارادة السياسية أكدت العزم والإصرار على انفاذ استحقاق دستوري هام، يتمثل بإجراءالانتخابات النيابية في موعدها الدستوري، فقد نجحت الإدارة الأردنية المشهود لها بالكفاءة،في إدارة المشهد بدقة وشفافية ،وهكذا أنجز الوطن الاستحقاق الدستوري بإجراء الانتخابات النيابية للانتخابات أعضاء المجلس النيابي العشرين، ضمن الفترة التي نظمها وحددها الدستور الأردني الحضاري المتطور، والذي يساير ويواكب ما يشهده الوطن من تغيرات وتطورات على كافة الصعد ،وتنجح الهيئة المستقلة بامتياز في إدارة العملية الانتخابية والإشراف عليها بكل اقتدار وإصرار على الانجاز،ومعها كل أجهزة الدولة وتنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك إلى الحكومة بتقديم كل ما يلزم إلى الهيئة من مستلزمات لوجستية ،لإنجاز العملية الانتخابية بكل ما تتطلبه من نزاهة وشفافية ،وتسهيل الإجراءات حتي يمارس المواطن حقه الدستوري وواجبه الوطني بكل يسر وسهولة ،فجاءت مراكز الاقتراع منسجمة مع هذا التوجه وتواجدت بكثافة حيثما وجدت الحاجة لها ،نعم نجحت الهيئة ونجحت الإدارة الاردنية في انفاذ هذا الاستحقاق الدستوري في ظل ظروف صعبة وفي إقليم ملتهب،فاثبتت الجهود التي بذلت أن الاردن دولة راسخة دولة قانون ومؤسسات،تؤدي واجبها نحو أمتها وتحرص على تنفيذ استحقاقاتها الدستورية ،باعتبار السلطة التشريعية إحدى ركائز قوة الدولة ،وإحدى سلطاتها الدستورية ،مع شقيقاتها السلطتين التنفيذية والقضائية، نعم شهد الوطن انتخابات نوعية نزيهة بشهادات الجهات الدولية والمحلية التي راقبت سير إجراء هذه العملية في كل مراحلها،نعم مارس المواطنون دورهم بكل حرية ومسؤولية ،وجاءت نتائج صناديق الاقتراع معبرة عن الارادة الشعبية ،نعم أصبحت خطة التحديث السياسي أمراً واقعاً، وتم تنفيذها بدقة وحرص على انجاحها،هي المرة الأولى التي تجري فيها الانتخابات وفق قوائم حزبية ،مطلوب منها اليوم تنفيذ برامجها بما يتناسب مع المصلحة الوطنية مطلوب من هذه الاحزاب مد يدها إلى بعضها البعض لتشكل رافعة للوطن تدعم قوته وأمنه واستقراره، وأفرزت صناديق الاقتراع مجلساُ نيابياً، فيه من التعددية والتنوع بحيث جاء ممثلاً لكل فسيفساء الوطن بشكل يثري ويفعل آليات وادوات العمل النيابي رقابياً وتشريعياً،أن وجود مئة وأربعة نواب حزبيين وسبعاً وعشرين إمرأة وستة شباب في عمر اقل من الثلاثين عاماً أمر نشهده لأول مرة ،وعليه مأمول من هذا المجلس أن يكون على قدر المسؤولية في ظل ظروف وتحديات صعبة يواجهها الوطن ،داخلياً وخارجياً والجميع بالانتظار .