عشية الرحيل .. الملك يبرق بما "قل ودل" للحكومة .. وإشارات حرارتها طفيفة
فرح سمحان
في اجتماع جلالة الملك عبدالله الثاني الأخير مع رئيس الحكومة بشر الخصاونة ومسؤولين آخرين كانت حلقة الوصل أقرب إلى ومضات سريعة تؤشر إلى أن القادم مرحلة مختلفة عن سابقاتها سيما مع دخول التكوينة البرلمانية الحزبية التي هي كما أشار رأس الدولة تطبيق عملي للتحديث السياسي ؛ لكن الرسالة السياسية التي استُهل بها اللقاء المرتقب عشية تقارير سبق ونشرتها "جفرا نيوز" عن استقالة الحكومة خلال ساعات هي التأكيد على قوة الأردن في وقت دراماتيكي حاسم محليا وحتى إقليميًا وعالميًا إذا ما التصق التحليل بموازاة الحرب المستمرة على قطاع غزة وقرب الانتخابات الرئاسية الأميركية.
الملك وفي حديثه الذي كان حاضرا عليه ولي العهد الأمير الحسين؛ جدد التأكيد على مصطلح العمل البرامجي للأحزاب وهي إشارة مهمة للاستمرارية بذات النسق الذي كان قبل الانتخابات؛ لأن التراخي والتقصير لن يتلاءم مع طبيعة المرحلة المقبلة سيما مع وجود برلمان من الضرورة أن تحاك له حكومة قريبة منه وعلى مسافة حدها الوطن ؛ وهنا يريد الملك أيضا أن ينبه الأحزاب إلى ضرورة العمل من أجل المصلحة الوطنية لا المصالح الخاصة وشتان بين المعنيين؛ الأمر الذي يفسر فكرة أن الدولة بمختلف تراكيبها تدرك أن بعض الأحزاب تريد الوصول على خطوطها العريضة لا خط المصلحة العامة .
على الأقل كان هناك رضا ولو مؤقت على سير العملية الانتخابية من الملك ؛ وسط توجيهات بضرورة العمل للمرحلة المقبلة وبطريقة مختلفة وفي تأنٍ وتمعن بشكل المنحنيات السياسية في الداخل الأردني والمنطقة؛ ولا يريد الملك أيضًا من الحكومة القادمة بروتوكول مقيت أو أجندة أوراق فارغة ؛ ولا برلمان ضعيف بصورة نمطية سلبية ؛ بل المطلوب يحتاج عمل وحرارة طفيفة للخروج بتطبيق منطقي على الأقل لحفظ ماء الوجه .