داودية يكتب: من الشارع إلى القبة !!
انها انتخابات مفخرة، تسجل لنظامنا السياسي، الذي يُجري الانتخابات النيابية في مواقيتها الدستورية، رغم التفاعلات المتفاقمة في الإقليم، الذي أصبح رهينة نتنياهو والتطرف الإسرائيلي.
انها الانتخابات التي تقدم اوضح المؤشرات على نزاهة نظامنا السياسي الهاشمي، وقوته المتعاظمة، وثقته الكاملة بالمؤسسات الدستورية الأردنية، واطمئنانه إلى ان ما ستطوله المغرفة، من القِدر الأردني، سيظل في سياق الانضباط الدستوري، ولن يحيد عن التزامات بلادنا السياسية والاقتصادية والأمنية.
الهوامش محددة وواضحة في حسابات النظام السياسي، الذي يملك دائما خطوط ضبط وأمان وربط، لا يمكن حصرها ولا يمكن كسرها، تحول دون أي انحراف اقتصادي أو انجراف سياسي، وثمة ضمانة للحفاظ على الاستقرار، جاذب الاستثمار وبيئته الضرورية للحد من تفاقم البطالة والفقر.
المعادلة لدى النظام السياسي الرحب الصلب، هي دائمًا: "إنْ شرّقت مشمش، وإن غرّبت برقوق" !!
وفي كل الأحوال، فإنه وقت الاستدارة الوطنية المنضبطة، للانسحاب من "الشارع"، والتوقف عن إرهاق قوات الأمن، التي تحرس المسيرات وترعى المظاهرات منذ نحو سنة، والدخول تحت أفياء القبة ومنبرها وحرمها وشروطها، والانعطاف بالأداء، ليصبح الهدف هو التعاون الدستوري الضروري بين السلطات، والعمل على التخلص مِن النفر المحدود، مِن المهووسين، العصابيين، ممتطي البكبات، مدمني التهييج والتحريض والتهريج !!
يقف كل أبناء شعبنا العربي الأردني العظيم، مع شعبنا العربي الفلسطيني، في السراء والضراء، ولنا في مواجهات وتضحيات جيشنا العربي الأردني الباسل، في معارك الحفاظ على عروبة القدس والضفة الغربية، خير سجل وتراث في هذا المقام،
نفخر ونعتز بمواقف الملك الملكة وولي العهد وحكومتنا ونوابنا وأعياننا وهيئتنا الخيرية الهاشمية العظيمة، الذين وقفوا الموقف الوطني والقومي المجيد، الذي لا مزيد، ولا مزاودة عليه !!
انه وقت أعلى درجات الرشد، والتعاون، والواقعية السياسية والاقتصادية، وتقدير ظروف البلاد،
ونمسك بتوجيهات جلالة الملك الذي يؤكد "ان الأردن اليوم أقوى"، وان "يكون أمن الأردن واستقراره وازدهاره أولوية الجميع.
وأن تكون أولويات الأحزاب وطنية، وأن تعمل بعيدًا عن أية مصالح أخرى، وأن يعمل الجميع يدًا واحدة بصدق وأمانة وإخلاص لمصلحة الوطن وشعبه".
* (مقالتي في الدستور يوم الأحد).