قبة مزخرفة بخط إسلامي.. نواب 2024 "شكل لون".. الانتخابات "نزيهة زيادة عن اللزوم"

فرح سمحان 


انتهت المشاكسات والتوقعات التي كانت نتائجها مفاجأة لم تصل إلى حد الصدمة على اعتبار أن الحزب الذي نال على أعلى عدد من الأصوات "جبهة العمل الإسلامي" كان مؤكدًا أنه سينافس بشراسة كبيرة لدرجة أن حيتان الأصوات كانوا مرتابين ولديهم تخوف من قواعد الإخوان الشعبية التي جبرتهم بخط دفاع حتى حصلوا في القائمتين العامة والمحلية على 31 مقعدًا، واللافت جدًا أن هذه المرة اختار العمل الإسلامي أشخاصا من غير قواعدهم ومن يؤازرونهم بالعلن ، ما يعني قناعة الشارع بفكرونهج الجماعة دون حالة الربط والمزج الإسلامي "المُسيس". 

التشكيلة النيابية المقبلة في المجلس العشرين هي نتاج اختيار الشارع وربما متطلبات المرحلة التي حاولت أن تمكن الشباب والمرأة وتخرج بتجمع تحت بند "شكل لون" ، ولو أن التكهنات كان مبالغا بها حيال عدد المقاعد التي ستحصل عليها الأحزاب المحسوبة على الدولة أو المعتدلة والتي تأرجحت حينها ما بين 9-10مقاعد ، إلا أن الفرز والصناديق كشفت الواقع "والعتبة" حسمت الأمر بـ 2-3 مقاعد فقط ، والعتبة هي التي خلقت المشهد بهذا الإطار بعيدًا عن الاعتبارات السياسية وعقلية الشارع الأردني وتوجهاته ، وأخذ الجانب القبلي والعشائري بعين الاعتبار. 

41 مقعدا للقوائم العامة، حصل حزب جبهة العمل الإسلامي على الحصة الأكبر بحصد 17 مقعدا أي بواقع 464350 صوتا، الرقم الذي أحدث ارتباكًا على اعتبار أن الانتخابات إذا ما كانت هذه نتيجتها فهي على كل حال من الأحوال تمت دون تدخلات أو هندسة، وفي سياق ذلك يرى النائب السابق عمر العياصرة وفي مقابلة له أخيرًا أن الانتخابات كانت نزيهة "زيادة عن اللزوم"، والبعض يعتقد أن العياصرة أساء في استخدام هذا الوصف على اعتبار أن فيه تشكيكًا بنزاهة الانتخابات في دورات سابقة، وهو بالأساس ليس على وفاق أو مسافة قريبة من العمل الإسلامي ، حتى وإن كانت تجمعه معهم في وقت ما علاقة مشتركة وفكر مترابط. 

مدير مركز راصد الدكتور عامر بني عامر يعتقد أن تكوينة وأداء المجلس العشرين ستكون مختلفة نوعًا ما، لأن طبيعته واللبنة السياسية له قوية وستدخل في اشتباك مع القوى السياسية ، إي بمعنى أصح وفق حديث بني عامر لن يكون مجلس "ديكور" وسيشهد المواطن برلمانًا قريبًا في علو صوته من برلمان 2017، وبتجربة انتخابية تشبه عام 89. 

على العموم تركيبة التحالفات الحزبية ستظهر ضعف الأصوات الفردية إذا ما قامت الأخيرة سيما نواب المجلس الـ19 الذي عادوا من جديد بعمل وأداء يبرهن أحقيتهم بالتواجد تحت القبة، لأن صناديق الاقتراع وعند تحليل المشهد برمته تظهر أن المواطنين اختاروا وأعادوا الهيكلة على أهوائهم ، والكثير من المترشحين لم يعودوا للقبة لاعتقاد الناخبين أنه لا داعي لهم ، كونهم لن يحدثوا فرقا، ولأن الأحزاب هذه المرة استفردت بالمشهد .