نتنياهو بدأ «العدّ التنازليّ».. انتظاراً لـِ«ترمب» صاحب «اتفاقات إبراهام»؟
محمد خروب
ليس ثمة ما يمكن إعتباره «سِرا» في دولة العدو الصهيوني, حيث بات ائتلاف الفاشيين العنصريين, الحاكم منذ نحو من عاميْن, يلعب «أوراقه» على المكشوف وهي اوراق كثيرة على رغم ما يُروّج في بعض الأوساط الإقليمية وبخاصة العربية, دونما خشية من عقاب او توبيخ, وما جاء في عنوان المقالة أعلاه, هو ما كشفته وتحدثت عنه باستفاضة القناة العبرية 13, التي نقلت عن نتنياهو قوله في مناقشة «أمنِيّة» حسّاسة إن المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب «يفهم التحدّيات التي نواجهها بشكل أفضل»، وإنه «ستكون لدينا مشكلة مع الجانب الآخر».
ووفق تقرير القناة/13 الصهيونية، فقد تحدث نتنياهو في المناقشة الأمنية، عن تفاصيل لقائه مع ترامب (خلال زيارته واشنطن لإلقاء خطاب الأكاذيب أمام الكونغرس الأميركي المتصهين في تموز الماضي)، مشيرا إلى أنه تحدّث معه بشأن إيران. مضيفاً/ نتنياهو ــ وفق التقريرــ أن ترامب «يفهم بشكل أفضل التحديات التي نُواجهها, وما يتعين علينا القيام به مع إيران، والجانب الآخر ــ يقصِد إدارة بايدن/ هاريس ــ يفهم ذلك أقل بكثير، سيكون الأمر معه أكثر صعوبة. ستكون لدينا مشكلة معه بأسلوب التعامل مع إيران، كما في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما».
وإذ لفتت القناة الصهيونية الى أنه بالنسبة لنتنياهو، كانت «المناوشات» مع أوباما حول قضية الاتفاق النووي مع إيران بمثابة تجربة مؤلمة، وهو (نتنياهو) يعتقد أن فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس سيؤدي إلى هذه الاحتكاكات مرة أخرى، فإن مجرم الحرب/نتنياهو الذي حصل على كل ما أراد وأكثر عسكريا وسياسيا واستخباريا ودبلوماسيا وإعلاميا, من الرئيس الصهيوني جوزيف بايدن, وبات في نظره الآن «خِرقة» سياسية لا قيمة لها, فإنه وفق القناة 13, لم يترك مجالا للشك لدى الحاضرين في الغرفة, بأنه يقوم بـ«العد التنازلي للأيام حتى موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في الخامس من تشرين الثاني المقبل. مُستدرِكة/ القناة 13.. أنه بالنسبة لنتنياهو، «يُعدُّ هذا تاريخا رئيسيا في الحرب، لأنه إذا أُعيد انتخاب ترمب للرئاسة، فسوف يشعر بارتياح كبير» على حد قوله.
من هنا فإن النفي الذي سارعَ مكتب نتنياهو الى اصداره رداً على تقرير القناة 13, وتأكيده انه تقرير «غير صحيح» وأن الكلام المنقول لم يُقلّ». لا يغير كثيرا في الوقائع والمعطيات السياسية وعلاقات نتنياهو التي شابها بعض التوتر المُفتعَل, مع إدارة الرئيس الصهيوني بايدن ورهط الفريق اليهودي والمتصهين الذي ما يزال يتحكم في يوميات الرئيس الآفل نجمه, والذي لم يخجل من القول اول امس/الثلاثاء: أنّ «مقتل» الناشطة الأميركية-التركية عائشة نور إزغي على يد جيش الفاشية الصهيونية, خلال تظاهرة في الضفة الغربية المحتلة الأسبوع الماضي, كان «حادثاً عرضِياًّ على ما يبدو». مُستطرِدا في غطرسة وصلف إمبريالي: «على ما يبدو كان حادثاً عرضياً، لقد إرتدّتْ (الرصاصة) عن الأرض, وأُصيبتْ (الناشطة) عرضاً»، في تصريح مُستفِزٍّ, جاء بعيد دعوة وزير خارجيته الفخور بيهوديته/بلينكن, الجيش الصهيوني للقيام بـ«تغييرات جوهرية» بعد مقتل الشابة عائشة نور «غير المُبرّر».
نتنياهو يواصل حرب الإبادة والتهجير والتجويع, بدعم أميركي مفتوح ومتواصل, وهو لم يتخل من قبل ولا الآن ولا في المسقبل, عن مخطط الضم والاستيطان ووأد أي «فكرة» لدى الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة لهم «غربي نهر الأردن», على ما «صوّت» كنيست العدو وعلى ما أيّدَ ودعمَ ونادى صهاينة الكونغرس ويهوده.
تعالوا هنا «نقرأ» ما كشف عنه وأسهبَ في شرحِه آلوف بِن, رئيس تحرير صحيفة «هآرتس» يوم الاثنين التاسع من ايلول الجاري, إذ كشف أن بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية, يستعدان لـ«المرحلة المقبلة» من الحرب على غزة, والتي تشمل «التحضير للاستيطان وضم شمال القطاع».
هذا ما جاء في «تحليل» لرئيس تحرير الصحيفة/ ألوف بن، وجاء فيه: «تدخل إسرائيل المرحلة الثانية من الحرب على غزة، حيث ستحاول «استكمال سيطرتها على شمال القطاع حتى محور نتساريم (أقامه جيش العدو وسط قطاع غزة ويفصِل شماله عن جنوبه).
مضيفاً: أن «المنطقة سيتم إعدادها تدريجيا للاستيطان اليهودي والضم لإسرائيل»، (اعتماداً على درجة المعارضة الدولية التي ستنشأ بعد مثل هذه الخطوات).
وتابع بِن: «إذا تم تنفيذ الخطة، فسيتم إخراج السكان الفلسطينيين الذين بقوا في شمال غزة من هناك، كما اقترح العقيد احتياط غيورا آيلاند، بمساعدة التهديد بـ«المجاعة وغطاء حماية حياتهم، بينما يطارد الجيش الإسرائيلي مسلحي حماس في المنطقة».
وأشار الوف بِن إلى أن نتنياهو «يحلم بتوسيع أراضي إسرائيل، وسيكون هذا انتصاره المُطلق».
رئيس تحرير الصحيفة الصهيونية «أكّدَ» أن الدخول إلى المرحلة الجديدة من الحرب «بدأ بإعلان بيروقراطي صدر في 28 آب الماضي, بتعيين العميد/إلعاد غورين رئيساً للجهود الإنسانية المدنية في قطاع غزة, ضمن وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية.
وقال إن «هذا اللقب الطويل الذي سيحمله غورين،سيبقى حتى يتم وضع اختصار له من قِبل جيش العدو، يُعادل رئيس «الإدارة المدنية في الضفة الغربية»، مضيفا: «عملياً يجب أن يُطلق عليه حاكم غزة».
هل وصلت الرسالة الصهيوأميركية الأكثر خطورة؟. وهل غير «المُهرج» ترمب مَن يُراهن عليه نتنياهو؟