خسر المراهنون وفاز الوطن
علاء القرالة
مع إغلاق صناديق الانتخاب في مختلف مناطق المملكة وفاز من فاز ولم يفز من لم يحالفه الحظ الا اننا نعلن عن فوز الاردن القوي في هذه الانتخابات وخسارة كل من راهن طيلة الفترة الماضية على عدم قدرة الاردن بالصمود والحفاظ على استقراره في ضوء الأحداث والمتغيرات الجوسياسية في المنطقة، فكيف نستمر في الحفاظ على استقراره؟.
الاردنيون بالأمس أعلنوا عن مرحلة جديدة في حياتهم السياسية وضمن المئوية الثانية للمملكة ليخطو بذلك نحو مزيد من الاستقرار والتقدم والصمود أمام كل التحديات والمؤامرات وما يحاك ضدهم من مخططات خبيثة، غير ملتفتين لكل من يراهن على عدم صمودهم ومترجمين قوتهم واستقرارهم بحياة ديمقراطية متقدمة وتضاهي اهم الديمقراطيات في العالم، معلنين بذهابهم للصندوق واختيار ممثليهم عن استمرارهم بالوقوف سدا منيعا مع الوطن وقائده.
انا شخصيا أقر بأن لا احد قد خسر بالأمس وبأن الجميع قد فازوا وانتصروا للوطن، فمن حصل على أصوات اي عدد فهذا يعني أن هناك من وثق فيه وببرنامجه غير أن عددهم ليس كافيا لوصولهم للعبدلي ويمثلونهم في مجلس النواب ال 20، ومن هنا فالجميع مسؤول عن استمرار العمل بتطوير المنظومة السياسية الحزبية وتقدمها في المراحل المقبلة وفق أسس برامجية تلبي طموح الناخبين.
حاليا لدينا مرحلة عمل تنفيذية وتشريعية جديدة لاستكمال رؤى التحديث الإدارية والاقتصادية والتي نعول عليها في حل مشاكل الفقر والبطالة وتسهيل الإجراءات امام جذب الاستثمارات ودفع النمو الاقتصادي إلى الامام وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين وبلمس تقارب من تلك النسب في الدول المتقدمة.
اليوم علينا أن نطوي صفحة الانتخابات سريعا بما فيها من إيجابيات وسلبيات وان نقبل بما افرزه الصندوق وإرادة الاردنيين ونبدأ سريعا في تنفيذ مشاريعنا ونطور على هذه التجربة لتصل إلى مرحلة الكمال في السنوات المقبلة ووفق تطلعات الأردنيين بقيادة جلالة الملك. خلاصة القول، انتهت اليوم الانتخابات بما لها وعليها من إيجابيات ولربما قليلا من السلبيات، وعلينا أن نحترم إرادة الاردنيين وما افرزه الصندوق في انتخابات نزيهة شفافة وامام عيون كل العالم وبتجربة تحاكي افضل الديمقراطيات في العالم، ولهذا نبارك للوطن نجاح هذا العرس وبشهادة العالم وبظروف تعتبر من الاصعب في تاريخ المملكة ولا عزاء لمن راهن على فشل تجربتنا السياسية الجديدة.