الهيئة المستقلة للانتخابات تضبط الأيقاع



حنين البيطار 

لا زلنا في متابعة حثيثة للمشهد الوطني على الساحة المحلية المتمثل بالإنتخابات النيابية دون التطرق لقضايا مرافقة بعد حل البرلمان ومن هي الجهة الحكومية المشرفة على الأنتخابات تاركين الوضع الإقليمي الملتهب في منطقتنا لنتاوله في تقرير آخر ، لان قيادتنا السياسية الحكيمة تتصدى للأمر بكل أقتدار .


في المئوية الثانية قفزنا لمفاصل مهمة تمثلت بالتطوير والتحديث السياسي والأقتصادي وقضايا أخرى مهمة ، لأننا لا نقبل التوقف عند الماضي التليد فقط ، بل أبدت قيادتنا قدرة على مواكبة العصر ، وبدأت بالاستعاضة عن وزارة الداخلية للأشراف على الأنتخابات ، وأسست الهيئة المستقلة للأنتخابات في تطور لافت لم تشهدهُ دول الأقليم دون تكرار لتعديلات الدستور والقوانين الناظمة للحياة السياسية وقد تناولناها في تقارير كثيرة .


الجديد في أنتخاباتنا مسألة القوائم الحزبية ، وتكاد تكون المرة الأولى في تاريخنا وأسسنا ٢٥ حزباً ، يقوم المواطن بالتصويت للدائرة المحلية ، والصوت الآخر للاحزاب ( القائمة العامة ) بما يسمى صوت وطن ،،، أنه تعبير جميل .


في التاريخ سمعنا باحزاب غطت سماء مملكتنا الغالية على سبيل المثال حزب الإخوان المسلمين ، وحزب البعث العربي الإشتراكي ، والحزب الشيوعي وحزب التحرير القومي والقوميون كُثر ، أما اليوم فإن أحزابنا تشكلت بنكهة أردنية خالصة ، وشهدت هذه الأحزاب أنقسامات ومناكفات حتى غاب عن ساحتنا بعض هذا الأحزاب .


يقال أن فكرة هذه الاحزاب كانت ترواد أذهان ومخيلة الشباب والمثقفين وقيام أثر الثورة العربية الكبرى التي قادها زعيم الأمة ملك العرب الشريف الحسين بن علي ، مع ملاحظة أن الذي قاد هذا التحرك الحزبي فئة الشباب ، كما شهدت منطقتنا ثورة لاعادة امجاد الماضي ضد المستعمر الأنجليزي والفرنسي وسايكس بيكو وضد الهجرة الصهيونية باتجاه ارض فلسطين .


واستمر الحراك السياسي في المنطقة والأردن جزء منه أيام الجد المؤسس عبدالله بن الحسين ، ودستور طلال والحسين الباني الى أن وصلنا الى العام ١٩٨٩ الى الميثاق الوطني الذي الغى الأحكام العرفية وسمح بانشاء الأحزاب الاردنية وفق ضوابط تحكم مسيرتها باقتدار .

قُمعت أحزاب كثيرة في عالمنا العربي ، وتصدت الحكومات لتحركاتها الى أن أعلن سيد البلاد الملك عبدالله الثاني عن ( حصة للأحزاب ) في برلماننا ولم يكتف بالكوتا النسائية وغياب الشباب فاحتلو ٤١٪؜ من حصة مجلس النواب القادم ، لأول مرة في تاريخنا السياسي .


ونحن نتابع سير أنتخاباتنا نلاحظ دوراً كبيراً للهيئة المستقلة للأنتخابات لضبط الأيقاع والخروج بمجلس نواب محترم بعيداً عن هلوسة المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ بالنجاح عندما يعلنون أن الأنتخابات مزورة والمال السياسي والرشوة الأنتخابية وغيرها من الأوصاف البعيدة عن الجهد الحكومي الصارم تجاه هذه المسائل .

وفي الختام لم نلاحظ كراريس ونقدها خارج النص ، لأنها تشكل بذرة صالحة لحياة برلمانية واعدة بعيدة كل البعد عن طقوس شاهدناها في الماضي .