لا حرب إقليمية ثلاثة وعشرون سببًا
إسماعيل الشريف
على المجتمع الدولي أن يدرك أن «إسرائيل» تقف في الصف الأمامي لمواجهة التهديد الإيراني، نحن بحاجة إلى دعم عالمي لمواجهة هذا الخطر الذي لا يهدد «إسرائيل» وحدها بل المنطقة والعالم بأسره – نتن ياهو.
في مقالتي يوم أمس، تناولت مساعي نتن ياهو لجرّ المنطقة إلى حرب إقليمية لعدة أسباب، أبرزها الهروب إلى الأمام، إضعاف أعداء الكيان، توحيد الصهاينة، البقاء في الحكم، إفشال حل الدولتين، وتحقيق نبوءات تلمودية، وغيرها. هذه الحرب ترفضها الولايات المتحدة. لكن، لماذا ترفض الولايات المتحدة هذه الحرب؟ بعد مناقشتي مع مجموعة من الأصدقاء القراء، توصلنا إلى ثلاثة وعشرين سببًا تمنع الولايات المتحدة من الانخراط في حرب إقليمية.
1.تعطيل إنتاج النفط وإمداداته، مما سيتسبب في ارتفاع كبير لأسعاره، وهو ما سينعكس سلبًا على الاقتصاد الأمريكي.
2.ستُشتت الحرب تركيز الولايات المتحدة عن مواجهة منافسيها الاستراتيجيين، وعلى رأسهم الصين، سواء على الصعيد السياسي أو العسكري.
3.زعزعة استقرار حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
4.قد تتصاعد الحرب لتشمل دولًا عدة، مما قد يورط الولايات المتحدة في نزاع طويل الأمد ومكلف.
5.أزمات إنسانية مكلفة، مما سيجبر الولايات المتحدة على التدخل وتقديم مساعدات كبيرة.
6.مخاوف من زيادة انتشار الأسلحة النووية، إذ قد تدفع دول المنطقة، خاصة السعودية ومصر، للسعي نحو امتلاك هذا السلاح.
7.انهيار الاتفاقات التي استثمرت فيها الولايات المتحدة جهودًا كبيرة.
8.فشل جهود التعاون الإقليمي.
9.تقوية المنظمات الإرهابية، وزيادة المخاوف من وقوع عمليات إرهابية داخل أوروبا والولايات المتحدة.
10.تضرر علاقات الولايات المتحدة مع شركائها الاستراتيجيين الآخرين في المنطقة.
11.تعطيل طرق التجارة العالمية، مثل قناة السويس ومضيق هرمز، مما سيترتب عليه تداعيات خطيرة على سلاسل التوريد.
12.خطر اندلاع صراع أوسع مع القوى الكبرى، مثل الصين وروسيا، سواء بشكل مباشر أو من خلال دعم أعداء الولايات المتحدة، بما في ذلك تزويدهم بالأسلحة النووية.
13.تفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا، مما سيتسبب في زعزعة استقرار تلك الدول.
14.قد تمنح الحرب الصين وروسيا فرصة ذهبية لتعزيز نفوذهما في المنطقة.
15.الضغوط الداخلية والتحديات الكبيرة التي تواجهها الولايات المتحدة، مثل الأوضاع الاقتصادية وتدهور البنية التحتية، مما قد يقوض الاستقرار الداخلي.
16.صعوبة حشد تأييد الرأي العام الداخلي لهذه الحرب.
17.قد يؤدي نشوب الحرب إلى حرب سيبرانية تستهدف البنية التحتية الأمريكية، مما يشكل تهديدًا لأمنها القومي.
18.تأجيج العنف الطائفي في المنطقة، خاصة في الدول ذات التركيبة السنية-الشيعية المختلطة، مما قد يؤدي إلى انهيارها.
19.خطر على وحدة حلف الناتو، حيث قد تظهر خلافات بين الأعضاء بشأن المشاركة فيها.
20.تقويض التحالفات ضد إيران، حيث قد تنسحب بعض الدول من هذا التحالف.
21.تآكل القوة الناعمة الأمريكية، وهي قدرة الولايات المتحدة على تحقيق أهدافها بهيبتها ودبلوماسيتها.
22.ستكون على حساب التركيز على الحرب الأوكرانية-الروسية، مما سيؤثر على التزام الولايات المتحدة ودعمها في هذا الصراع.
23.انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية.
فيما يتعلق بالاعتقاد بأن وصول ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة قد يشعل حربًا إقليمية في المنطقة، خاصةً مع اعتباره من أنصار خوض حرب مع إيران، أرى أن هذا غير مرجح. فبناءً على فترة رئاسته السابقة وتصريحاته، أكد ترامب مرارًا على سياسة «أمريكا أولاً»، التي تركز على القضايا الداخلية وتجنب الانخراط في حروب طويلة ومكلفة. إضافة إلى ذلك، كانت سياسات ترامب غالبًا مرتبطة بالعوائد الاقتصادية، كونه رجل أعمال في المقام الأول. على الصعيد الشخصي، يبدو أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو متوترة، خاصة بعد أن كان نتنياهو من أوائل من هنأوا بايدن بفوزه، وهو ما اعتبره ترامب خيانة، كما صرح في مقابلة تلفزيونية. علاوة على ذلك، يعتبر ترامب أن الصين هي العدو الأول للولايات المتحدة.
من خلال كل ما سبق، أعتقد أنه لا توجد حرب إقليمية وشيكة في المستقبل القريب، وذلك بخلاف توقعات الكثيرين الذين يرون أن حربًا عالمية قد تكون على الأبواب.
والله أعلم.