نعم للمشاركة بالانتخابات النيابية
حمزه محمد خير الصباغ
تعتبر الانتخابات من أهم الآليات والسبل التي تعبر عن إرادة الشعب وتضمن مشاركته في صناعة القرار، إن المشاركة الفعّالة في الانتخابات لا تقتصر فقط على حق التصويت، بل هي واجب وطني يجب على كل مواطن الاضطلاع به، فدعوة المواطنين للمشاركة في الانتخابات يمكن أن تُحسن من جودة واداء النواب والحكومة ودعم الحياة الديمقراطية وذلك لعدة اعتبارات من اهمها:
أولاً: تعد الانتخابات وسيلة لتمثيل إرادة الشعب والتعبيرعن تطلعاته ، عندما يصوت المواطنون فإنهم يقومون باختيار ممثليهم الذين سيعبرون عن طموحاتهم ومصالحهم وتطلعاتهم ، من خلال المشاركة يستطيع الناخب أن يؤثر بصورة مباشرة على السياسات والقوانين التي تؤثر على حياتهم اليومية ، إن كل صوت له قيمة ، ومن المهم أن يدرك المواطنون أن صوتهم هو أداة لهم للتغيير وتحسين أوضاعهم.
ثانياً: تعزز المشاركة في الانتخابات من مفهوم المساءلة عندما يعلم النواب أنهم محاسبون أمام ناخبيهم، فمن المرجح أن يعملوا بجد ونشاط لتلبية احتياجات المواطنين وتحقيق مطالبهم، كما تعكس الانتخابات مقياسًا لمدى رضا الناخبين عن أداء الحكومة ، إذا شعر المواطنون بأن قضاياهم وأصواتهم غير مسموعة، فإن عدم المشاركة في الانتخابات سيؤدي فقط إلى زيادة الفجوة بين الحكومة والشعب.
ثالثاً: تلعب الانتخابات دورًا هاما ومحوريًا في تعزيز الثقافة الديمقراطية ، من خلال المشاركة في الانتخاب يتعلم المواطنون أهمية الحوار والنقاش والاختيار المبني على المعرفة ، إن هذا الوعي السياسي يسهم في بناء مجتمع مدني قوي قادر على تحمل مسؤولياته والمشاركة في الحياة العامة بشكل صحي، كما أن الانتخابات توفر فرصة للمواطنين للاطلاع على برامج الأحزاب ومناقشة القضايا المتعلقة بالمجتمع، مما يساهم في رفع مستوى الوعي السياسي والاجتماعي لديهم .
رابعاً: يجب أن ندرك جميعا أن المشاركة في الانتخابات ليست فقط حقًا، بل هي أيضًا مسؤولية، إن تغيب المواطنين عن صناديق الاقتراع يعكس عدم الاكتراث بالمستقبل الذي يبنون فيه حياتهم، في بعض الأحيان قد يعاني المواطنون من اللامبالاة نتيجة الشعور بعدم وجود تغيير حقيقي، ولكن من المهم أن نتذكر أن كل تغيير يبدأ بخطوة ، فالمشاركة في الانتخابات توفر فرصة لإحداث الفرق، حتى لو كانت النتائج ليست كما يتوقع الناخبون.
وأخيرًا يجب أن يتم تعزيز ثقافة المشاركة عن طريق التوعية بأهمية الانتخابات، يمكن أن تشمل الحملات التوعوية المدارس والمعاهد والجامعات ووسائل الإعلام، حيث يجب التأكيد على فكرة أن أصوات الشباب هي أصوات مهمة تحتاج إلى أن تُسمع، إن التحفيز على المشاركة في الانتخابات يجب أن يكون جزءًا من المناهج التعليمية بكافة مستوياتها التعليميه لتعزيز وعي الأجيال القادمة.
في الختام، إن المشاركة في الانتخابات ليست فقط واجبًا وطنيا بل هي حقٌ يضمن لكل مواطن فرصة للتأثير، من المهم أن نكون ناشطين وملتزمين لأجل مستقبل أفضل، لذلك يجب علينا جميعًا أن نشارك في الانتخابات ونكون صوتًا فاعلاً في المجتمع.