بعد إصابة "التعمري".. هل يعاني "النشامى" من عقدة النجم الأوحد؟
تباينت آراء الشارع الرياضي حول معاناة المنتخب الوطني لكرة القدم من "عقدة" النجم الأوحد، بحسب المعطيات الفنية التي قدمتها مباراة "النشامى" أمام المنتخب الكويتي (1-1) مساء الخميس في انطلاق مشواره بالمجموعة الثانية من الدور الحاسم للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
وخيب المنتخب الوطني آمال جماهيره، بعدما سقط في فخ التعادل، حيث أحرز له نجمه موسى التعمري هدفا في د 14، قبل أن يخرج مصابا عند د 60، وسيغيب عن الملاعب من 4 إلى 6 أسابيع وفقا للتقديرات الطبية,
ويعتبر التعمري نجم مونبلييه الفرنسي، أحد المفاتيح المهمة لـ"النشامى" الذي حل وصيفا لبطل كأس آسيا 2023، وسجل بقميص المنتخب الوطني 22 هدفا دوليا، وصنع 11 هدفا آخرا خلال مشواره مع الفريق.
ويؤكد المدرب الوطني جمال محمود، معارضته للفكر السائد حول هذا الموضوع، وقال: "صحيح أن فاعلية التعمري كانت مميزة أمام الكويت، لكن المنظومة الفنية لم تكن في أوجها، ولم يكن اللاعبون في يومهم".
وأضاف: "يوجد في المنتخب الوطني أكثر من نجم، لم يتمتعوا بالفاعلية والتركيز الذهني المعهود عنهم، كما أنني لا ألوم المدير الفني جمال سلامي صاحب السيرة التدريبية المشرفة، لأنه ما يزال بحاجة للوقت لانسجام أفكاره مع اللاعبين، فهو استلم مهمته للتو، وشاهد أغلب اللاعبين عبر تسجيلات الفيديو".
وأردف: "التعامل الفني على الأرض يختلف تماما، وما تزال الفرصة أمام سلامي لترتيب أوراقه وتقديم حلوله التكتيكية، التي يستطيع من خلالها استثمار طاقات النجوم في قالب جماعي بهدف الانتصارات وتعويض التعمري، الذي يغيب عن مواجهة المنتخب الوطني المهمة أمام فلسطين، وقد تطول إلى مواجهة كوريا الجنوبية في العاشر من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل".
ويعتقد محمود أن سلامي يملك أوراقا مهمة مؤثرة، يمكنها تعويض غياب التعمري، بوجود عارف الحاج، الذي استغرب من عدم تواجده في كشف المباراة، إلى جانب مهند أبو طه، ولاعبين آخرين ليسوا موجودين في القائمة حاليا أمثال ياسين البخيت، أحمد العرسان وعمر هاني.
من جهة ثانية، خالف المدرب الوطني إسلام جلال رأي محمود، حيث يعتقد أن لاعبي المنتخب الوطني تأثروا نفسيا وفنيا بخروج التعمري مصابا أمام الكويت، شارحا: "كنا في السابق نعتمد بشكل مفرط على سرعة مهاجمين أمثال عارف حسين، أنس الزبون، ياسين البخيت وعدي الصيفي، وغيرهم من النجوم المؤثرين في حقب مختلفة".
وتابع: "قدم المنتخب الوطني أساليب لعبه حسب قناعات المدير الفني، فمثلا في عهد الراحل محمود الجوهري، ومن بعده العراقي عدنان حمد، اعتمد الفريق على الإغلاق من الخلف، والاعتماد على التحولات الهجومية، واستمر المغربي عموتة بالاعتماد على نجوم مؤثرين في الثلث الهجومي، لكن مع سلامي ما يزال المنتخب الوطني يفتقد هويته الفنية والتكتيكية".
وزاد: "لنعترف أنه بوجود التعمري لم يكن جميع نجوم المنتخب الوطني موفقين، وهناك من عانى من عدم الجاهزية ولا سيما، يزن النعيمات وعلي علوان، مع غياب الفاعلية في منطقة العمليات عبر نزار الرشدان ونور الروابدة، ولكن في ظل انحصار فاعلية المنتخب الوطني الجماعية، والتأثر الفني والنفسي، كان الأجدر طرح حلول تكتيكية مثل لاعب خلف الخطوط".
وفي رأي جلال، فإن استخدام ورقة الظهير المهاجم وزيادة فاعلية منطقة العمليات بحلول بديلة عبر أبو طه والحاج، كان سيزيد من رتم اللعب، موضحا أن تبديل يوسف أبو جلبوش "صيصا" بعد دخوله أرض الملعب بقليل، يؤكد أن المدير الفني ما يزال غير منسجم مع المجموعة، وليس على دراية كافية بإمكانات اللاعبين، وكان من المفترض استدعاء ورقة فراس شلباية الظهير الأفضل في الدوري والأكثر مساهمة بصناعة الأهداف، والاستفادة من خبرة سالم العجالين بدلا من إحسان حداد المصاب.
وختم جلال: "سلامي مطالب بمراجعة حساباته الفنية، وتقديم "النشامى" بشكل أكثر إقناعا، مع تقديم الحلول الجماعية واستئصال فكرة النجم الأوحد التي تتسرب إلى عقول ونفسية اللاعبين، خصوصا أن مهمته ليست سهلة امام المنتخب الفلسطيني المنتشي بتعادل مهم أمام كوريا الجنوبية، ويملك أوراقا فنية مؤثرة ويتصف بالجماعية ويلعب بروح وإصرار كبيرين".