بين الوهم والواقع: من يختار الشارع في انتخابات الأردن 2024؟
د.رايه خليفات
تعيش المملكة الأردنية الهاشمية أجواءً من الترقب والاهتمام مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في عام 2024. في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد، تتباين آراء المواطنين بين التفاؤل والقلق، وبين الأمل في التغيير والإحباط من الواقع السياسي الراهن. فكيف يرى الشارع الأردني هذه الانتخابات، وما هي التحديات التي تواجهها؟
تأتي الانتخابات البرلمانية في سياق سياسي يتسم بعدد من التحديات، أبرزها الأزمات الاقتصادية التي أثرت على حياة المواطنين. فالتضخم وارتفاع الأسعار والبطالة تشكل همومًا يومية للمواطنين، مما يزيد من أهمية هذه الانتخابات كمؤشر على قدرة الأحزاب والسياسيين على معالجة هذه القضايا. ورغم وعود التغيير والإصلاح التي يقدمها المرشحون، يظل هناك شعور واسع بأن الكثير من هذه الوعود قد تكون مجرد سراب، لا يتجاوز حدود الدعاية الانتخابية.
في ظل هذه الأوضاع، يتطلع الشارع الأردني إلى إجراء انتخابات يمكن أن تحمل في طياتها بصيص أمل. هناك رغبة قوية بين المواطنين في رؤية تغييرات حقيقية، مثل تحسين الخدمات العامة وتطوير الاقتصاد وزيادة فرص العمل. ولكن، تبقى هناك مخاوف من أن هذه الطموحات قد تتعرض للتخبط، وأن النتيجة النهائية قد تكون متأثرة أكثر بالتحالفات السياسية والمصالح الشخصية أكثر من كونها استجابة حقيقية لمطالب الشارع.
تلعب القوى السياسية دورًا كبيرًا في تشكيل المشهد الانتخابي. فالأحزاب التقليدية والمرشحون المستقلون يتنافسون بشكل مكثف للحصول على أصوات الناخبين. ومع ذلك، تظل هناك تساؤلات حول مدى قدرة هذه القوى على تقديم برامج واقعية وقابلة للتنفيذ. إضافة إلى ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى تأثير الحملات الانتخابية على تغيير مفاهيم المواطنين حول من هو الأنسب لقيادة المرحلة المقبلة.
على الرغم من التحديات، تظل الانتخابات فرصة لتجديد الثقة في العملية الديمقراطية، إذا ما كانت هناك رقابة فعالة ومشاركة واسعة من جميع الأطياف. يُنتظر أن تسهم الرقابة الشعبية في تعزيز الشفافية والنزاهة، وأن تدفع القوى السياسية إلى تقديم برامج تنموية واقعية.
تدور انتخابات الأردن 2024 في دائرة كبيرة من الأمل والقلق، بين رغبة حقيقية في التغيير وواقع قد يكون أقل مما يطمح إليه الشارع. ومن هنا، فإن نجاح هذه الانتخابات في تحقيق تطلعات المواطنين يعتمد بشكل كبير على مدى قدرة الأحزاب والمرشحين على تقديم حلول واقعية ومقنعة، وكذلك على دور الناخبين في التأثير على خياراتهم بشكل مدروس.
يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن الشارع الأردني من تحويل آماله إلى واقع ملموس، أم سيظل التغيير حلماً بعيد المنال؟
بقلمي