المسألة ليست حكومة...أو مجلس نواب جديد

بقلم - فايز الماضي

تكتسب الانتخابات النيابية الحالية ميزةً ..استثنائية وغير مسبوقة ...من حيث توقيتها ...أوالظروف المحلية او الاقليمية او الدولية التي ستجري في ظلها هذه الانتخابات ... ولعل الميزة الأهم ...أن هذه الانتخابات تأتي متزامنة مع ما تشهده البلاد من ثورة تحديث سياسي واقتصادي واجتماعي واداري ...مصحوبةً بارادةٍ سياسيةٍ صلبةٍ ....وعزمٍ وإصرارٍ هاشمي يستحث الجميع للمشاركة الفاعلة في إحداث نقلةٍ نوعيةٍ تنهضُ في واقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والاداري ....بالرغم من دقة المرحلة ..ومن جسامة التحديات ...وخطورة مايجري على الارض الفلسطينية على منظومة أمننا الوطني .

ومن السذاجة اليوم أن يستخف البعض من سياسيينا واعلاميينا وكتابنا.. برزانة وعيّنا السياسي ....ورقيِّ نُضجنا الوطني ...فيختزلون إستثنائية هذا الحدث الوطني الكبير ومفصليته .....في الحديث عن تغييرات مرتقبة ..في أكثر من موقعٍ من مراكز الدولة ..وعن حكومة جديدة ...وأعيانٌ جُدد...وإحالاتٍ وترقيات...تتسقُ تماماً مع أمنيات وتطلعات كاتبيها ومروجيها ومموليهم ...ولعله من المبكر جداً الحديث عن حكومة جديدة وتغييرات شاملة في مواقع القرار...مالم يتضح المشهد من حولنا ...وعلى المستويين الاقليمي والدولي ...سواء ما يجري على الساحة الفلسطينية ...وارتداداته على دول الجوار ...او فيما يتعلق بتطورات المشهد السياسي على الساحة الامريكية ...ومخرجات الانتخابات الامريكية المقبلة .....ومن المهم أن يدرك الاردنيون اليوم أن المرحلة جُدُّ خطيرة ..وأن التحديات الأمنية والسياسية التي نواجه ...هي تحديات حقيقية وواقعية وغير مسبوقة...وأن عليهم أن يدفعوا بمجلس نواب رزينٍ ومُحترفٍ.. يقود دبلوماسيةً برلمانيةً شجاعة وكفوؤةً ...تقاتل دفاعاً عن مصالح الاردن في كل محافل الدنيا ...وعلينا ان نعي..كل الوعي .... أن هذا الوطن ليس وطناً طارئاً ....وأن الدولة الاردنية هي دولةً عميقةً ...ومحوريةً ...وراسخةً...وقارئةً ذكيةً..وفارسة.