“الصيام المتقطع” فوائد صحية أم خطر خفي ؟

لطالما ارتبط الصيام المتقطع بفوائد صحية عديدة، بدءًا من فقدان الوزن ووصولًا إلى تقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل الخرف.

ولكن دراسة جديدة نُشرت في مجلة "نيتشر” كشفت عن جانب مظلم لهذا النظام الغذائي الشائع، حيث أشارت إلى أن الصيام المتقطع قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

ركزت الدراسة على دور الصيام المتقطع في تحفيز تجدد الخلايا الجذعية المعوية، وهي الخلايا المسؤولة عن تجديد بطانة الأمعاء، وأظهرت النتائج أن الصيام يُعزز من قدرة هذه الخلايا على التكاثر، وهو ما يعتبر عاملاً وقائياً ضد الالتهابات والأمراض المعوية.

ومع ذلك، كشفت الدراسة عن جانب سلبي لهذا التجدد المتسارع، حيث إن زيادة الانقسام الخلوي بعد فترة الصيام تزيد من احتمالية حدوث طفرات جينية في الحمض النووي للخلايا، مما يزيد من خطر تحولها إلى خلايا سرطانية.

أوضح الباحثون أن المسار البيولوجي المعروف باسم mTOR يلعب دوراً حاسماً في هذه العملية، فبعد الصيام، يؤدي تنشيط هذا المسار إلى زيادة إنتاج جزيئات البوليامينات، مما يحفز نمو الخلايا وتجددها، ولكن في الوقت نفسه، يزيد هذا النمو من خطر الإصابة بالسرطان.

تتعارض هذه النتائج مع دراسات سابقة أشارت إلى أن الصيام المتقطع قد يساعد في الوقاية من السرطان أو حتى يعزز فعالية العلاجات الكيميائية، ويوضح هذا التضارب الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم الآليات الدقيقة التي تربط بين الصيام المتقطع وخطر الإصابة بالسرطان.

حذّر الباحثون من الاعتماد على الصيام المتقطع كوسيلة للوقاية من السرطان دون استشارة الطبيب، خاصة وأن الدراسات حول هذا الموضوع لا تزال في بدايتها.

كما شددوا على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على الصحة.

تطرح هذه الدراسة تساؤلات جديدة حول فوائد وأضرار الصيام المتقطع، وتؤكد على الحاجة إلى مزيد من البحث العلمي لفهم الآليات البيولوجية المعقدة التي تقف وراء هذا النظام الغذائي.