جلالة الملكة كل عام وأنتِ بكل الخير

نيفين عبدالهادي

على نهج جلالة الملك عبدالله الثاني.. عمل دؤوب لجلالة الملكة رانيا العبدالله وسعي وراء المستحيل لتطويعه ليكون ممكننا، طريقة عبقرية فذّة جمعت بين الأمومة والإنسانية والسياسة، والذكاء غير المحدود، علاوة على حضورها على مستوى دولي في أكثر القضايا أهمية وحساسية، لتطرح طروحات هامة، كما في دفاع جلالتها عن الحق الفلسطيني، وعن الأهل في غزة، والذي خرجت به للعالم برؤية حاسمة واستثنائية وظهرت بطلّة تحكي عن نفسية مثقلة بالحزن والأسى على شعب يواجه حربا مدمرة منذ السابع من تشرين الأول 2023.

جلالة الملكة رانيا التي طالما وقفتُ أمام بلاغة لغتنا العربية مكتوفة اليدين كلما أردت الكتابة عن جلالتها، الملكة الأم، إذ يصعب أن استجمع مفردات تحكي عظمة شخصية جلالتها، وأهمية مبادراتها، وقرب جلالتها من المواطنين بحرص دائم على العمل بالميدان والالتقاء بفئات المجتمع كافة تحديدا النساء والشابّات والشباب، وشحذ الهمّة، وتعزيز ثقافة الإبداع والعطاء والتطوير، وتحويل التحديات إلى فرص، حقيقة، يصعب نقل كل هذا بل أكثر بالكلمات، ففي كل خطوة لجلالتها انجاز وفي كل مبادرة إبداع.

أمس صادف عيد ميلاد جلالة الملكة رانيا العبدالله، وحمل لها هذا العام أجمل تقدير بتقليدها من جلالة الملك عبدالله الثاني وسام النهضة المرصع لعطائها المتميز، ودورها الريادي في النهوض بالمجتمع الأردني وحرصها على خدمة أبناء وبنات الوطن بمختلف الميادين، جاء ذلك بمناسبة اليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على العرش وتسلمه سلطاته الدستورية، ليكون هذا العام مختلفا لجهة الاستثنائية الإيجابية.

لا يختلف اثنان على أن الكتابة عن جلالة الملكة رانيا تحتاج لغة خاصة، الملكة الأم، التي تشارك المواطنين تفاصيل رائعة ومميزة من حياتها وأسرتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليعيشوا فرحا واحدا، يعيش معها الأردنيون المناسبات العائلية التي تشبه كل بيت وكل عائلة أردنية، لتعزز أن الأردن بكل بقعة من ترابه هو عائلة واحدة، جسد واحد بقلب وروح واحدة، فهي الملكة التي تحكي بلسان حال المواطنين كافة، بشخصية متواضعة، تقترب من الأمهات بكل تلقائية وبكل شفافية، تشاركهن فرحهن وترحهن، تشاركهن العمل لتحقيق أحلامهن وجعلها حقائق، تسمع منهن بكل شفافية وسط غياب البروتوكولات الرسمية بأغلب اللقاءات، وكذلك مع الشابّات والشباب، تسمع منهم وتقدّم الرؤى التي حوّلت مئات الأحلام إلى حقائق، وتحرص على زيارة مشاريع وإن كانت حديثة لدعم أصحابها من الشباب وحثّهم على مزيد من الإنجاز والتميز.

جلالة الملكة رانيا التي رأيناها أمّا عظيمة، ونراها اليوم جدّة تشبه كل الجدات بفرحها في الحفيدة الأولى سمو الأميرة إيمان بنت الحسين، بالفرحة في «وِلد الوِلد»، ككل الأمهات، بكل عفوية وملامح حبّ عظيمة وفرح وسعادة بحفيدة العائلة الأولى، لنرى جميعا في جلالتها ما نراه في بساطة كل الأمهات بهيبة الملكة.

جلالة الملكة منحتني وزميلاتي وزملائي الصحفيين شرف الاطلاع على واقع جولاتها بحكم عملنا الصحفي، لأرى كيف تتعامل جلالتها مع المواطنين وكيف تصرّ على الاستماع لهم جميعا، وعلى السير في الشارع بين من يناديها أو يطلب منها الاستماع لواقعه أو لشكواه، أو طفلة ترغب بالسلام على جلالتها، لتتحدث مع الجميع بكل تواضع، وحبّ وعطاء، حقيقة يصعب وصفه.

وحدث لعشرات المرات أن أوقفت جلالتها سيارتها التي في أغلب الأحيان تقودها بنفسها في جولاتها، لتستمع لنداء من سيدة أو من شاب أو شيخ أو حتى طفل، وكثيرا ما غيّرت جلالتها برنامج زيارتها لأماكن مختلفة لرؤيتها بيتا أو سيدة تطلب المساعدة، دون ترتيب مسبق، لمجرد أن لفت نظر جلالتها من يحتاج العون، ولتستجيب لصوت طلب مساعدتها، وهو ما تشرفت برؤيته وأنا أتشرف بمتابعة بعض جولات وزيارات جلالتها.

ربما الحديث عن مشاهدات أعيننا ونحن نتشرف بمرافقة جلالة الملكة في جولاتها، لا يمكن حصرها في أسطر محددة، ليس فقط في حرص جلالتها على النزول للميدان والوقوف على تفاصيل الأمور بشكل شخصي، إنما أيضا لجهة حبّ المواطنين لها وطريقة استقبالهم لجلالتها وتعاملهم معها التي تغيب فيها بشكل كامل أي بروتوكولات أو ترتيبات رسمية، لتكون بصورة أردنية مختلفة تحضر بها جلالتها واحدة من أفراد كل أسرة تزورها بكل طبيعية وبشكل عائلي تحيطه محبّة أكبر من الوصف.

يوم مختلف، سيدتي، صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله كل عام وجلالتك بكل الخير.