منظمة حقوقية تحذر من كارثة إنسانية بغزة
حذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان من تجاهل دولة الاحتلال الإسرائيلي لجميع المطالب والدعوات الرامية إلى التدخل العاجل لإنقاذ المدنيين في قطاع غزة، الذين يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة.
ويأتي هذا التحذير عقب الإعلان عن تسجيل أول حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال من النوع الثاني، الذي نجحت المنظومة الصحية الفلسطينية في القضاء عليه منذ 25 عامًا.
وأكد المركز في بيان صحفي اليوم الأربعاء أن الوقت ينفد دون اتخاذ أي إجراء يوقف انتشار الأمراض المعدية والوبائية، ما يشير إلى نية الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جريمة إبادة جماعية.
ودعا المركز إلى الضغط على دولة الاحتلال للامتثال لقرارات محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن، ووقف إطلاق النار لأغراض إنسانية.
وطالب بتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الأدوية واللقاحات الضرورية، مثل لقاح فيروس شلل الأطفال الفتاك (nOPV2)، بالإضافة إلى توفير أجهزة التبريد اللازمة لتخزين هذه اللقاحات، مما يضمن تنظيم حملة عاجلة لتطعيم أكثر من 640,500 طفل دون سن العاشرة.
وأضاف المركز أن الاحتلال الإسرائيلي يدمر القطاعات الحيوية، ما يخلق بيئة خصبة لتفشي الأمراض ويؤدي إلى انهيار المنظومة الصحية. حيث تضرر ثلثا المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في غزة، مما أثر سلبًا على جهود تحصين الأطفال.
واعتبر المركز أن الهجمات الإسرائيلية تشكل انتهاكًا صارخًا لالتزاماتها القانونية بموجب قواعد لاهاي عام 1907 واتفاقية جنيف الرابعة 1949، وخاصة المواد 55 و56 التي تلزم دولة الاحتلال بضمان حرية مرور الأدوية والمساعدات الطبية.
وأشار إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية يمكن أن تُعتبر جرائم حرب، حيث يواجه السكان خطرًا متزايدًا في جميع جوانب حياتهم نتيجة الدمار الذي لحق بالبنية التحتية الصحية.
وطالب المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل على وقف جريمة الإبادة الجماعية ضد سكان غزة والامتثال لقرارات المحكمة، بالإضافة إلى تهيئة الظروف المناسبة للفرق الطبية للقيام بدورها في مكافحة الأمراض.