اغتيال هزاع المجالي غدًا !!
محمد داودية
وصف الملكُ الحسين في سيرته الذاتية العطرة "ليس سهلًا أن تكون ملكًا"، اغتيال هزاع المجالي بأنه "أسوأ اعتداء في تاريخ الأردن".
يوم 29 آب 1960، اغتال الإرهابُ الرسمي العربي، رئيسَ وزرائنا هزاع المجالي.
كان عملًا إرهابيًا خسيسًا، وصفته إذاعة "صوت العرب" بأنه عمل بطولي !! متوعدة بالمزيد من الاغتيالات !!
يقول الملك الحسين: "كان هزاع المجالي رجلًا عظيم الشجاعة، يؤمن بالحرية، وكان أحد أكثر الشخصيات شعبية في البلاد".
انفجرت الشحنة الأولى الساعة 10:30 صباحًا، فدمرت نصف مبنى الرئاسة، وأودت بحياة هزاع.
وانفجرت الشحنة الثانية الساعة 11:10 صباحًا، فتسببت في وقوع ضحايا، فاقت ضحايا الانفجار الأول.
قطع قائد الجيش حابس المجالي، الطريقَ على سيارة الملك، الذي كان متوجهًا إلى موقع الانفجار، حائلًا دون وقوع كارثة أخرى، هي اغتيال الملك بالشحنة المتفجرة الثانية، المخصصة للملك !!.
يقول الملك الحسين: "لقد خسرنا رئيسَ وزراءٍ عظيمًا، لقد نالوا من هزاع، ضربونا بقسوة أكثر من أي وقت آخر، لكنهم لن ينالوا من الأردن".
ويضيف: "بيّنت التحقيقاتُ أن اثنين من موظفي مكتب رئيس الوزراء قد عبرا الحدود إلى سورية، عندها تأكدت مما كنت أشك فيه".
جُرح في التفجيرين 41 أردنيًا واستشهد 11 هم:
هزاع المجالي، زهاء الدين الحمود وكيل وزارة الخارجية، عاصم التاجي مدير السياحة، جمال عطوي المجالي شيخ مشايخ الكرك، جميل خليل المصاروة، أحمد محي الدين الصيرفي، أحمد حسن الرواشدة، مصطفى كايد الأحمد، ممدوح سعيد إسحاقات المرافق العسكري للرئيس، والفتى صالح عارف إسماعيل.
في رثاء معلمه هزاع، تنبأ وصفي التل بأنه سيلاقي نفس المصير قائلا: "المعركة ضد التهريج والتزوير لا بد لها ضحايا. من ضحاياها هزاع، وبجوز أنا أكون ضحية. المؤامرة التي قتلت هزاع ما أضعفتنا. وإللي بدها تقتلني ما بتضعفناش".
يرحم الله هزاع المجالي ووصفي والشهداء الذين حملوا الأردن العربي وحموه، ليظل طليعة أمته في الدفاع عن الأرض والحقوق والمقدسات.
اثبتت المؤامرات وضاعةَ المتآمرين وخستهم، وصلابةَ الأردن ورسوخه.
واثبتت مقولة الحسين، أنه لا يمكن النيل من الأردن !!
* (مقالتي في الدستور يوم الأربعاء)