وفاة عالمة مصرية في باريس بظروف غامضة
أثارت وفاة الباحثة المصرية في جامعة باريس ريم حامد، بعد أيام من منشورات كتبتها على صفحتها في فيسبوك تكشف فيها عن تعرّضها لمضايقات، ومحاولة اغتيال، من أشخاص لم تسمهم، ملمحة إلى أنهم ينتمون لجهة عملها، جدلاً واسعاً في مصر، دفعَ الكثيرين لتشبيه واقعة وفاتها باغتيال عالمة الذرة المصرية في أمريكا، عام 1952.
ولقيت ريم (29 عاماً) حتفها يوم الخميس الماضي، وهو اليوم نفسه الذي عادت فيه إلى فرنسا بعد قضاء إجازة مع عائلتها في القاهرة.
وكانت ريم، التي التحقت بجامعة باريس للحصول على الدكتوراه في مجال البايو تكنولوجي وعلم الجينات، كشفت في منشورات على فيسبوك قبل أن تقوم بحذفها، عن مضايقات وملاحقة تتعرض لها من أشخاص مجهولين، وتعرض أجهزتها وهواتفها لمحاولات اختراق منظم، فضلاً عن تعرّضها للتنمر والتمييز والعنصرية.
وكتبت ريم أنها تتعرض لأشياء غريبة ومريبة، مثل مراقبتها طوال الوقت، سواء من أشخاص بعينهم، أو عن طريق التجسس على أجهزتها، ويتم تهديدها على السكوت عن أمر ما يخص أبحاثها وطبيعة عملها في فرنسا.
كما تحدثت ريم، في منشور آخر، أنها تعرضت لمحاولة اغتيال وتجسس من جانب جارتها التي قامت برش مواد مخدرة على باب شقتها تسبّب زيادة نبضات القلب وضيق التنفس.
وأعلنت أسرة الباحثة المصرية الراحلة، عن تولي أحد مكاتب المحاماة الدفاع في قضية وفاتها في ظروف غامضة بفرنسا.
وقالت الأسرة، في بيان، نشره نادر حامد، شقيق الباحثة، على صفحته في فيسبوك: "القضية قيد التحقيق أمام النيابة الفرنسية، ولم يصدر أي تقرير رسمي للحظة الحالية في ما يخص الوفاة، أو تأكيد أو نفي شبهة جنائية من عدمه.”
ودعت الأسرة إلى توخي الحذر في نشر أي أخبار قد تضر بسير العدالة أو تؤدي إلى المساس بحقوق الباحثة الراحلة.
وأكدت أسرة الباحثة الراحلة أنها لم تدخر أي جهد، وتواصلت على الفور مع الجهات المعنية، وتم التواصل مع مكتب المحاماة لمتابعة الإجراءات بفرنسا، كما أنها تحتفظ بحقها القانوني في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد كل من شهّر بها وذكر معلومات دون تأكد».
وأكدت أن المحامي الخاص بالأسرة على اتصال بالسلطات الفرنسية والسلطات المصرية في فرنسا للتنسيق في ما يخص عودة جثمان الراحلة إلى أرض الوطن.
وأكدت وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج متابعتها لواقعة وفاة الباحثة المصرية ريم حامد، التي توفيت في فرنسا مساء يوم الخميس 22 أغسطس الجاري.
وقالت الوزارة إنه فور تلقي القنصلية العامة لجمهورية مصر العربية في باريس خبر وفاة المواطنة المذكورة، تواصلت القنصلية في الحال مع السلطات الفرنسية للوقوف على ملابسات واقعة الوفاة وطلب موافاة القنصلية المصرية بنتائج التحقيق في أسرع وقت.
كان الدكتور بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وجّه، فور علمه بالواقعة، بقيام القنصلية العامة في باريس بمتابعة إجراءات وسير التحقيقات عن كثب مع السلطات الفرنسية، والوقوف على تقرير جهات الاختصاص الفرنسية لمعرفة أسباب الوفاة، كما وجّه بسرعة إنهاء الإجراءات اللازمة لاستخراج شهادة الوفاة وشحن جثمان الفقيدة ريم حامد إلى أرض الوطن، فور الانتهاء من التحقيقات.
وتصدر وسم سميرة موسي، وهو اسم العالمة المصرية التي تم اغتيالها في أمريكا عام 1952، قائمة الوسوم الأعلى تداولاً على منصة أكس في مصر، واعتبر المشاركون أن هناك شبهة جنائية في وفاة ريم، كما حدث في وفاة العالمة سميرة موسى، فيما اعتبر آخرون أن ريم لم تكن حصلت على الدكتوراه، ولم تصنف من العلماء ليتم اغتيالها.
يذكر أن ريم حامد هي باحثة دكتوراه مصرية، وحاصلة على بكالوريوس زراعة من جامعة القاهرة- قسم بايو تكنولوجي دفعة 2017، وحصلت على شهادات الماجستير في مجال التكنولوجيا الحيوية.
وكانت تعمل باحثة بمرحلة الدكتوراه في معهد البيولوجيا التكاملية للخلية في جامعة باريس، وحصلت على درجة الماجستير في علم الجينوم من الجامعة نفسها.
وكالات