البترا تدفع فاتورة التصعيد في غزة
تشكو الفنادق في الأردن من هجران السياح لها لاسيما الأجانب، الأمر الذي اضطر بعضها للإغلاق في ما تناضل الأخرى من أجل الاستمرار.
ويعيد المسؤولون تدهور وضع القطاع الفندقي في المملكة إلى التوترات التي تشهدها المنطقة، في علاقة بالحرب الدائرة في قطاع غزة، والتي لا يبدو أن هناك أفقا لانتهائها، بعد فشل جولة المحادثات الأخيرة في القاهرة.
وكشفت جمعية الفنادق الأردنية مؤخرا، عن تراجع ملحوظ في نسب الإشغال في القطاع الفندقي بالأردن خلال النصف الأول من عام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
وأوضحت الجمعية أن البيانات الأخيرة تُظهر أن نسب الإشغال في معظم محافظات الأردن خلال النصف الأول من عام 2024 لم تتجاوز 30 في المئة، في حين كانت تتجاوز 60 في المئة في الفترة نفسها من العام السابق.
وعانى القطاع السياحي في الأردن بشكل كبير خلال السنوات الماضية بفعل تأثيرات أزمة كورونا، وكان القائمون على القطاع وأصحاب الفنادق يأملون في تحقيق انتعاشة مع انحسار الأزمة، لكن الصراع الذي تفجر في أكتوبر الماضي بين حماس وإسرائيل، بدد كل آمالهم.
ولفتت جمعية الفنادق الأردنية إلى أن مدينة البترا الأثرية، والتي تعد أحد أبرز المناطق السياحية في المملكة، شهدت انخفاضا حادا في نسب الإشغال، حيث لم تتجاوز 15 في المئة للنصف الأول من العام الحالي مقارنة بنسبة إشغال تجاوزت 65 في المئة في الفترة نفسها من العام الماضي.
وقالت الجمعية إن هذا الفرق الكبير في النسب يعكس حجم الضرر الذي تعرض له القطاع الفندقي في المملكة، والذي يمكن أن يُعزى إلى تأثير الحرب على قطاع غزة.
وشددت على أن الأردن يبقى بلدا آمنا ومستقرا، لكن الوضع الإقليمي المتأزم قد أثّر بشكل كبير على حركة السياحة وأدى إلى تراجع ملحوظ في الإقبال على الفنادق.
وشهد القطاع الفندقي في النصف الأول من عام 2023، نشاطا ملحوظا، حيث ارتفعت نسب الإشغال إلى مستويات تتجاوز 60 في المئة، مما يعكس انتعاشاً نسبياً في حركة السياحة والتأثير الإيجابي للعديد من الفعاليات السياحية والمهرجانات التي شهدتها البلاد، لكن مع بداية عام 2024، بدأت نسب الإشغال في التراجع بشكل ملحوظ، مما أدى لاضطرار البعض إلى إغلاق منشئاتهم.
وكان الأزمة أكثر وضوحا في مدينة البترا، حيث عانت الفنادق من نقص حاد في أعداد الزوار. وقد اضطر العديد من الفنادق إلى إغلاق أبوابها بسبب الخسائر المالية الكبيرة التي تكبدتها.
الدخل السياحي بلغ خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي نحو 4 مليارات دولار مسجلا انخفاضا وصلت نسبته إلى 4.5 في المئة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي
وأكد رئيس مجلس مفوضي إقليم البترا، فارس بريزات في وقت سابق إغلاق 35 فندقا في البترا وتسريح 371 موظفًا بسبب تراجع الحركة السياحية.
وأرجعت الجمعية الانخفاض الكبير في نسب الإشغال بشكل رئيسي إلى قلة الإقبال من قبل السياح الأجانب، وهو ما ينعكس بشكل واضح على مدى تأثير الأزمة.
ولا تملك الحكومة الأردنية حاليا خطة واضحة لإعادة إنعاش القطاع، وشددت جمعية الفنادق على أن هناك حاجة الآن إلى دعم عاجل لمواجهة هذه التحديات واستعادة القطاع لعافيته.
ودعت الجمعية لإيجاد إستراتيجيات جديدة لتحفيز السياحة، بما في ذلك تحسين الترويج للوجهات السياحية الأردنية، وتنظيم فعاليات سياحية تستقطب الزوار، وتقديم تسهيلات ومساعدات لتحفيز القطاع الفندقي ومن الضروري أيضا العمل على تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة لضمان استدامة القطاع الفندقي وتطويره بشكل يسهم في زيادة نسب الإشغال واستعادة النشاط السياحي.
وبحسب تقرير حكومي، تراجعت مبيعات التذكرة الموحدة خلال النصف الأول من العام الحالي بنسبة 69 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وأظهر التقرير الحكومي أنه جرى بيع 59 ألف تذكرة موحدة فقط.
وتمكن التذكرة الموحدة السائح الذي يشتريها من زيارة أكثر من 40 موقعا سياحيا بما فيها موقع البترا الأثري، ويُعفى من رسوم التأشيرة عند دخوله الأردن.
وبحسب بيانات صادرة عن البنك المركزي الأردني، فقد بلغ الدخل السياحي في الأردن خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي نحو 4 مليارات دولار مسجلا انخفاضا وصلت نسبته إلى 4.5 في المئة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.
ووفق البيانات الأولية، فقد "بلغ الدخل السياحي خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 ما قيمته 4.048 مليون دولار بانخفاض نسبته 4.5 في المئة بالمقارنة مع الفترة المقابلة من عام 2023. ويعود ذلك إلى تراجع أعداد السياح بنسبة 7.5 في المئة.