الأردن يعيد الأمل لمبتوري الأطراف في غزة
نيفين عبدالهادي
هو القول الأردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يبتعد في مضمونه عن مجرد الكلام، هو القول الذي يتبعه فعل يغيّر من حياة الأهل في غزة، ويجعل من ألمهم أملا، ومن حياتهم تنبض ولو بقليل من النبض، بمبادرات حقيقية يقدمها الأردن لأهلنا في غزة، تجعل من حياتهم مختلفة، بكل ما أوتي من حبّ وعطاء.
بالأمس، أعلن الأردن عن مبادرة «استعادة الأمل» تنفذ بتوجيهات من جلالة الملك، من القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية لأبناء غزة، مبادرة لدعم مبتوري الأطراف في غزة، هو تحقيق حلم طفل أو شاب أو سيدة فقدوا أطرافهم بعودتهم للحياة قبل بترها بشكل طبيعي، حيث سيتم تركيب أطراف اصطناعية لهم من خلال طاقم طبي مختص، ربما الأمر حتى الآن طبيعيا، فما هو جديد ومختلف وإنساني أنه بتوجيهات من جلالة الملك سيتم تركيب أطراف اصطناعية بتقنية جديدة، تحوّل الشخص المبتور إلى شخص قادر على مساعدة نفسه ومساعدة الآخرين بمدة لا تتجاوز الساعة.
هو العطاء الأردني بقيادة جلالة الملك، عطاء حقا يصعب وصفه بكلمات عادية، عطاء يثمنه الغزيون ويعيد لأطفالها فرحة السير والركض والتعامل مع الحياة بعدما سلبتهم الحرب الإسرائيلية كل تفاصيلها الطبيعية، ولم تبق لهم سوى الوجع والألم والقهر، لتأتي اليد الأردنية بعطاء حقيقي لا يشبه سوى الأردن وتميّزه.
وتبرز عبقرية نشامى الخدمات الطبية في هذا المجال ممن سعوا لتوفير الأطراف والتدريب على تركيبها، وحصل ان نفذوا ذلك على طفل ثلاثي البتر، وتكمل هذه المهمة المميزة الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بشراء الأطراف مباشرة من الشركات وتزويد العيادات المتنقلة بها، وكذلك دور «حكيم» الهام في توثيق عمليات تركيب الأطراف كما ستوفر إمكانية الاستشارات الالكترونية عن بعد مع أخصائي التأهيل في الأردن، لنرى في المحصلة فسيفساء أردنية وطنية إنسانية تستعيد الأمل لأهلنا في غزة بحرفيّة التفاصيل، وتجعل من حياة أكثر من 14 ألف غزي يعودون للحياة بعدما بترت أطرافهم.
مبادرة أردنية هي الأولى في غزة، هامة وإنسانية، وتصنع فرحا لأهلنا في القطاع، وتعيد الابتسامة على ملامح من أفقدهم الاحتلال معناها، وتعيد للأب قدرته على العمل لإعالة أسرته، وتعيد للأم قوتها في تدبير أسرتها، مبادرة بحجم الأمل الذي يأمله كل غزي أفقدته الحرب أطرافه، يحكيها كل طفل وأب وأم وكل باحث عن أمل أعادته له هذه المبادرة، التي مهما تحدثنا عن أهميتها وعن بعدها العميق حتما لن تكفينا أوراق هذا الزمن الذي باتت به الفرحة نادرة، فهي هدية الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني للأهل في غزة.