تكبير وتصغير وتحييد
بشار جرار
ما زال النداء الخالد الذي تسمو به الإرادة بأن «الله أكبر» وفي لغات وثقافات -منّا وفينا- وأخرى قريبة منا في هذا العالم الصغير، ثمة من يقول: ربنا كبير، ربنا موجود، من كان الله معه وكان مع الله لا يضره ولا يضيره شيء.
نقول ولا نملّها ولا نقنط أبدا منها نقول «الله أكبر على كل من طغى وتجبّر». هي أيضا من الدعوات التي سمعناها منذ الطفولة المبكرة من الوالدين، والكبار قدرا وعمرا. بها كان كل شيء يصغر ويهون، أمام قدرته سبحانه. لا عدوا يخيفنا ولا هما يقلقنا. دعوة: لا داع إلى القلق أو مقولة «تقلقوش» بالكاف أو القاف أو الجيم المصرية، صحيحة لا ريب فيها، لكن البعض تاجر بها استظرافا في بادئ الأمر، وسرعان ما تحول الأمر إلى الاستغفال، إلى حد التضليل والمساهمة في تسهيل مهمة العدو في الانقضاض على مقدراتنا والنيل من همتنا، لا قدّر الله.
أخطّ هذه السطور على وقع ما رشح من معلومات، أو على الأرجح تسريبات وبعض الاستنتاجات بأن الرد الأول، الرد الأولي المبدئي لإحدى أدوات إيران قد تم بالتزامن مع إعلان أولي مبدئي أيضا، من جانب إسرائيل بأن ضرباتها الاستباقية على الرد الأولي، على تصفية «الحج مِحسِن» فؤاد شكر، الرجل الأول عمليا في قيادة ميليشيات حزب الله اللبناني الإيرانية، قد تم أيضا.
ليس المقام بمناسب للخوض فيما زعم الطرفان إن كانت الوحدة 8200 للموساد أم ما سماه الساخرون أو المتنمرون على محور «المقاومة والممانعة» «غزوة ذات الدواجن» في إشارة إلى تضرر مدجنة في الجليل الأعلى من صواريخ كاتيوشا الحزب غير الذكية أو غير الموجهة أصلا! كان لأحد مقذوفات الحزب أن أوسع «الجيجيت (دجاجات) منتوفة الريش» بأداء أحد نجوم الجزء الأول من «صالون زهرة»، أوسعها ضربا فيما اعتبر مجزرة أو محرقة على غرار تلك السلسلة من المطاعم الأمريكية العالمية التي يقاطعها البعض والمعروفة اختصارا بثلاثة أحرف استبدلوا حرفه الأول الكاف بالهاء إمعانا بالتهكم على الضربة بعد طول انتظار «واش يا واش»!.
التكبير واجب ومطلوب حتى نضع الأمور في نصابها الصحيح. بعض ما نرى وما نسمع ليس إلا جعجعة بلا طحن وذرا للرماد في العيون لا يراد به إلا التخادم الوظيفي ومن مراحله تلك «المصدات».
وبين التكبير والتصغير، يا سعد من حرص على التحييد.. وللتحييد معنيان: التحييد بمعنى تحييد بعض اللاعبين والمتلاعب بهم جانبا، وتحييد آخر أكثر خطورة وأحيانا ضرورة، وهو التحييد بالمعنى العسكري أو الأمني أو البوليسي، تحييد الهدف شخصا أو مراكز إطلاق النار أو الإشاعات والافتراءات -لا فرق- ثمة حاجة إلى رسائل مركزة مباشرة بأن كفوا عن العبث، فليس كل الرد على شاكلة ما تسمع وترى في الأخبار و»السوشال»!!