تعرف على أقدم متجر نظارات في وسط البلد- صور
محمود كريشان
في وسط البلد.. نمضي بخطى حالمة نحو شارع بسمان، الذي إستعاد نشاطه وحراكه.. نتوقف في بداية الشارع قدوما من شارع الامير محمد وساحة البريد، حيث نرصد محلا صغيرا بأبواب خشبية معتقة، اشتهر ببيع النظارات الشمسية والطبية.. المكان مكتظ بأصناف متنوعة النظارات ذات الماركات العالمية الأصلية وأدوات السمع.. مكتب خشبي من طراز تقليدي طاعن في القدم.. النظاراتي العريق نبيل فاشه، أشهر من نار على علم، يجلس منكبا على نظارة بحاجة الى تصليح، يقلبها يسارا ويمينا، حيث يصف اختصاصي البصريات "فاشه" عمله انه يتسم بالدقة، ويراعي جميع القياسات، ودرجات العدسة والبعد البؤري، إلى جانب أن البضاعة الجيدة دليل على دقة العمل ومصداقيته من حيث الوضوح والرؤية وراحة العين.
منذ ان كان شارع بسمان يتلمس البدايات، وبقيت سمته بهدوئه وتشابه مبانيه القديمة، تم هنا في هذا الشارع تأسيس محل النظارات، على بعد أمتار قليلة عن سينما رغدان ومطعم الكت كات السياحي.. ورغم كل شيء، ومع تغير الأحوال، وتقلبات الأيام، فإن نظارتي الزمن الجميل «أبو يزن»، لا يستغني عن مهنته أو محله، مؤكدا انه سيظل متمسكا بعمله حتى آخر يوم في حياته، وقد كرس جهده وحياته في هذه المهنة النبيلة في محله الذي تأسس سنة 1960على يد إبن عمه "سليمان فاشه" خريج كبرى معاهد كولون في المانيا، وتعلم منه الكثير في هذه المهنة الدقيقة والجميلة.
يستطرد نبيل فاشه الذي يمتلك كل ما يؤهله للعمل في مجال فحص النظر وتفصيل النظارات وبيع العدسات الطبية، يتوفر لديه أجهزة لفحص النظر، فهو شخص مؤهل أو متخصص في هذا المجال وخريج كبرى المعاهد الألمانية المختصة بالنظر، لأن عملية الفحص تعتمد اساسا على جهاز الفحص الذي يظهر درجات تقريبية من جهة، والفحص اليدوي الذي يجريه الفاحص للوصول إلى نتائج دقيقة في تحديد حاجة المريض.
ويعتبر فاشه أن العلاقة بين طبيب العيون ومحل البصريات المتخصص هي علاقة تكاملية، كما أن فاحص النظر المتخصص لا يقوم بتفصيل نظارات طبية لإصابات قد تكون عضوية وليست بصرية، الأمر الذي يؤكد قدرته في استشعار خطر ذلك، وتحويل المريض إلى طبيب عيون مختص لتلقي العلاج المناسب، منوهاً بخطورة ذلك على المريض في حال تم فحصه، وتفصيل نظارات أو بيع عدسات له من قبل أشخاص "غير مؤهلين" أو متخصصين في هذا المجال..!.
واشار فاشه الى إن بعض المرضى يلجؤن الى محلات فحص العيون، دون مراجعة اطباء العيون المختصين، مؤكدا الى أن مهنة فاحص النظر، لا تتأتى إلا بعد دراسة وتخصص في هذا المجال، وأن العديد من الذين يعملون في محلات البصريات المتخصصة، يقومون بتحويل أي مصاب يحتاج لعلاج طبي لطبيب العيون، الأمر الذي يحقق هذه العلاقة التكاملية فيما بينهما لعلاج المريض أو المصاب بعيدا عن التجارة فالقضية انسانية بالدرجة الأولى.
Kreshan35@yahoo.com