شخصيات: الملك صمام أمان للفلسطينيين

تبقى القضية الفلسطينية أولوية لدى جلالة الملك عبد الله الثاني، بحسم دائم للحق الفلسطيني، ونُصرة لقضاياه العادلة، وتأكيد على الثوابت الأردنية في وقف فوري للحرب على غزة، والإجراءات الإسرائيلية الأحادية في الضفة الغربية، والقدس والمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، تحضر القضية كأولوية عملا لا قولا، بوضوح تغيب فيه الضبابية بشكل مطلق.

بالأمس، وخلال لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني بسياسيين وإعلاميين في قصر الحسينية، تحدث جلالة الملك برسائل غاية في الأهمية عن المستجدات الإقليمية الراهنة، إذ «أكد جلالته أن الأردن لا يقبل أن يكون مستقبل المنطقة رهينة لسياسات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة»، فهو الحسم الملكي الواضح برفضه لأن يكون قادم أيام المنطقة رهينة لسياسات الحكومة التي تمارس الانتهاكات والتطرف والحرب كأن هذا أساس لا استثناء، ليؤكد جلالته أن الأردن لن يقبل بذلك، ولهذا الموقف الحاسم أثر بل الأثر الكبير على وقع الشارع الفلسطيني الذي لم يعد له نصير سوى جلالة الملك.

في ذات اللقاء، الذي وصفه مراقبون وسياسيون أنه علامة فارقة في أحداث المرحلة، والأكثر حسما وجرأة ووضوحا، «لفت جلالة الملك إلى سعي الأردن للتوصل إلى التهدئة في الإقليم، داعيا الأطراف الفاعلة في العالم إلى التحرك الفوري لوقف الحرب على غزة، والإجراءات الأحادية في الضفة الغربية وتحديدا في القدس والمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، لتجنب انزلاق المنطقة نحو حرب إقليمية»، ليس هذا فحسب، فقد «أعاد جلالته التأكيد على موقف الأردن الرافض لمحاولات تهجير الأشقاء الفلسطينيين بالضفة الغربية وغزة»، إشارات مهمة، بدلالات سياسية وإنسانية ووطنية عظيمة، تجدد ثوابت، وتعظّم الموقف الأردني الذي بات وحده في ميدان المواجهة مع إسرائيل ورفض سياسات حكومتها المتطرفة.

اللقاء اعتبره سياسيون من الأردن وفلسطين والقدس أنه الأهم مؤخرا، لجهة الكثير من القضايا محليا وإقليميا، فيما حمل رسائل غاية في الأهمية بما يتعلق بالأحداث الإقليمية، وتحديدا القضية الفلسطينية وضرورة وقف الحرب على أهلنا في غزة، ووقف أحادية الإجراءات في الضفة الغربية والقدس الشريف، ليكون لقاء بحجم أحداث المرحلة ودقتها وحساسيتها.

ورأى المتحدثون أن الاهتمام بالقدس الشريف رسالة الهاشميين التي لم ولن يتخلوا عنها، وما أكد عليه جلالة الملك هو التشبّث الأردني الهاشمي بالوصاية الهاشمية وحماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وتجديد الثوابت التي طالما أبقت القدس خطا أحمر عند جلالة الملك.

ومن مدينة القدس وفلسطين، أكد سياسيون ورجال دين أنه ليس غريبا على جلالة الملك قراءة الواقع بشكل صحيح تحديدا فيما يتعلق بالقدس، وما يحدث أن الاحتلال أمن العقاب، وبالتالي بات يقوم بكل جرائمه التي يقوم بها في القدس وغزة والضفة الغربية، لتأتي مواقف جلالة الملك دوما عملية وحقيقية، مؤكدين أن جلالته الأقدر على تحقيق ما يصبون إليه من سلام، وأن الأردن عمقهم الذي لم يقصر يوما بنُصرتهم.

ورصدت «الدستور» من خلال اتصالات هاتفية رأي الشارع الفلسطيني بحديث جلالة الملك خلال اللقاء، وتأكيده على نُصرة الأهل في غزة والضفة الغربية والقدس، ليؤكد خبراء سياسيون ورجال دين أهمية مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني من القضية الفلسطينية ودوره العظيم لوقف الحرب على غزة.

 المطران عطا الله حنّا

من القدس، قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس «بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس» المطران عطا الله حنّا: نحن في مدينة القدس ومن مدينة القدس المحتلة نقدّر ونثمن عاليا موقف جلالة الملك الذي كان دائما مؤازرا للشعب الفلسطيني في قصيته العادلة، الموقف الوطني والإنساني النبيل، المطالب بوقف الحرب، وتحقيق العدالة وإنهاء الممارسات الاحتلالية في الضفة الغربية، والقدس.

وأضاف المطران حنا: نحن نشكر جلالة الملك ونحييه على مواقفه، وشعبنا الفلسطيني وفيّ لهذه المواقف النبيلة ونحن بدورنا نؤكد أن مطلبنا الأساسي في هذه الأوقات العصيبة أن تتوقف الحرب، التي يتعرض لها أهلنا في غزة، وأن تتم إغاثة أهلنا هناك الذين يعيشون في ظروف مأساوية، وكذلك أن تتوقف الممارسات الاحتلالية والاقتحامات والاستفزازات في الضفة الغربية وفي مدينة القدس.

وشدد المطران حنا على أهمية ما قاله جلالة الملك عبدالله الثاني بأنه يجب أن تتوقف هذه الحرب، ونحن من القدس نشدّ على يد جلالته بذلك، ونؤكد أننا لا نريد حروبا جديدة، كما أننا لا نريد أن تتسع الحروب، بل نريد أن تنتهي هذه الحرب ويتوقف العدوان على أهلنا في غزة منذ عشرة أشهر وهم يعيشون في ظل أوضاع كارثية مأساوية، وننادي بضرورة العمل السريع على إنهاء هذه الحرب.

 الدكتور فخري أبو دياب

كما تحدث من القدس المحلل السياسي الدكتور فخري أبو دياب الذي يعيش مع زوجته منذ أشهر في «كرفان» فوق ركام منزله الذي هدمه الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، مؤكدا أن لقاء جلالة الملك غاية في الأهمية، وقال: نحن في القدس نتابع كافة لقاءات وجهود جلالته الداعمة لفلسطين وتحديدا القدس.

وأضاف أبو دياب: ليس غريبا على جلالة الملك عبدالله الثاني قراءة الواقع بشكله الصحيح، فالاحتلال يتعامل مع واقع الحال على أساس من أمن العقاب، بحرب على أهلنا في غزة قاربت العام، واعتداءات مستمرة على الضفة الغربية، والقدس المحتلة.

وأكد أبو دياب: نعم، رؤية جلالة الملك مهمة جدا في إيقاف الاحتلال عن جرائمه في غزة، والإجراءات الأحادية في الضفة الغربية القدس، وحتما جلالة الملك يملك أوراق ضغط على الاحتلال، وطالما كان جلالة الملك يجسد الأقوال إلى الفعل، ونحن نعلم جيدا أن الأردن يعاني نتيجة صموده، لكنه بقيادة جلالة الملك - وهو ما أكده جلالته أمس - مستمر ومتشبث بمبادئه.

وشدد أبو دياب على أن الأردن بقيادة جلالة الملك صمام الأمان للحفاظ على القدس، وصمام السلام في المنطقة، وجلالة الملك دوما في مقدمة من يرعى القدس وفلسطين، ويأتي دوره لرفع الظلم عن فلسطين.
ولفت أبو دياب إلى أن الفلسطينيين يرون أن جلالة الملك عبدالله الثاني يستطيع تحقيق ما نصبو إليه من هدوء وسلام، وحقيقة نحن في فلسطين عمقنا الأردن ولم يقصر معنا بالمطلق، وحتما جلالة الملك يسعى جاهدا لكل ما من شأنه تحقيق الأمن والسلام في فلسطين، ويعمل بالاتجاه الصحيح نُصرة لنا، وثقتنا بالله أولا، ثم بجلالة الملك عبدالله الثاني أن ينتصر للحق الفلسطيني.

 تمارا حداد

ومن مدينة رام الله، قالت الخبيرة السياسية الدكتورة تمارا حداد إن الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني موقف مشرف في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وطالما كانت مواقف جلالته إيجابية بكل تفاصيلها تحديدا من المجازر في غزة، والحرب على أهلنا هناك، وكذلك في موضوع التهجير الذي حسمه جلالة الملك وجدد التأكيد عليه خلال لقائه المهم يوم أمس، فالموقف الأردني ثابت وراسخ.

وأضافت حداد: هناك خط أحمر لدى الأردن متعلق بعملية التهجير في غزة أو الضفة الغربية نتيجة للإجراءات أحادية الجانب من قبل إسرائيل والانتهاكات سواء كان من نزوح قسري أو سرقة الأراضي أو هدم المنازل، وكلها تؤسس تضييقا على الفلسطينيين وصولا لخروجهم من الضفة الغربية، ما يدفع لتهجير قسري أو طوعي للمواطن الفلسطيني، لذلك دائما يتحدث جلالة الملك عن أفق سياسي عملي وحقيقي لثبات الشعب الفلسطيني على أرضه وإيجاد حدود وسيادة، ذلك أن فكرة التهجير خط أحمر لدى الأردن.

وأكدت حداد أن موقف جلالة الملك عبدالله الثاني من هذا الملف وغيره من ملفات داعمة لفلسطين يوجه رسالة للاحتلال بضرورة إيجاد حلول جذرية سياسية للقضية الفلسطينية، ورسالة لنتنياهو أن ما يحدث على أرض الواقع لن يؤسس لأي وجود للسلام.

وأشارت إلى أن حديث جلالة الملك أمس رسالة من الأردن أنه مع الحقوق الفلسطينية، ورسالة للبعد الإقليمي وكذلك الدولي، للضغط على الاحتلال ووقف حربه على غزة والإجراءات الأحادية في الضفة الغربية والقدس، وبالطبع رسالة للاحتلال الإسرائيلي بأن الأردن لن يقبل بسياسات التهجير.

 ياسرة غوشة

الوزيرة الأسبق ياسرة غوشة قالت: دوما أفاخر بمواقف جلالة الملك عبدالله الثاني من القدس والقضية الفلسطينية، وحتما اليوم من ضرورة وقف الحرب على أهلنا في غزة، مبينة أن الرعاية الهاشمية لفلسطين والقدس تاريخية، وجلالة الملك يواصل هذه المسيرة العطرة في نُصرة القدس وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وأضافت: جاء لقاء جلالة الملك المهم بل الأهم بين أحداث المرحلة، مكملا لجهود جلالة الملك في ضرورة وقف الحرب على أهلنا في غزة، وهو ما دعا وسيبقى مصرّا عليه جلالة الملك، وهذا الموقف الذي كان وسيبقى الأكثر قوة وجرأة وحضورا على مستوى دولي، مؤكدة أن مواقف الأردن بقيادة جلالة الملك لم تكن يوما بالقول إنما بالفعل، وجميعنا نرى بوضوح الدور السياسي الكبير والإنساني العظيم الذي قام ويقوم به لأهلنا في غزة.

ولفتت غوشة إلى أن القدس طالما كانت وستبقى من أبرز أولويات الهاشميين، وطالما شدد جلالة الملك عبد الله الثاني على أن القدس الشريف وبكل وضوح وصراحة خط أحمر، يوازي ذلك إصرار الهاشميين وجلالة الملك على الوصاية الهاشمية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وهو ما يشدد عليه جلالة الملك وبات من الثوابت الأردنية، فالقدس خط أحمر يُمنع الاقتراب منه بأي سوء، مواجها الاحتلال بقوة نُصرة للقدس.

وأكدت غوشة: قدّم جلالة الملك الكثير من الدعم للقدس وحماية المقدسات والمسجد الأقصى المبارك، كما قدّم جلالته الكثير للمسجد الأقصى ليس فقط لجهة الحماية، ومنع الاحتلال من أي إجراءات أحادية وحماية المصليين، وإنما أيضا في مشاريع ترميم ضخمة عمليا حمت الأقصى المبارك، مضيفة «حقيقة أشعر بالفخر بكلام جلالة الملك بشأن القدس وفلسطين، وبمواقف جلالته من القضية التي لم تكن يوما محصورة بالقول، وإنما كانت دوما عملية».

عبد الفتاح صلاح

من جانبه، قال الوزير الأسبق عبد الفتاح صلاح إن مواقف جلالة الملك من القضية الفلسطينية والقدس الشريف تاريخية، فلم يتأخر جلالته عن تقديم الدعم السياسي والإنساني للأهل في الضفة الغربية والقدس الشريف، وبطبيعة الحال نُصرة أهلنا في غزة إنسانيا وسياسيا، ليأتي اللقاء أمس مجددا هذه المواقف والثوابت الأردنية المهمة والتي تعد منفردة اليوم وسط عدم اهتمام المجتمع الدولي بكل ما يحدث على الأرض الفلسطينية من حرب على قطاع غزة شارفت على العام، وكذلك على الإجراءات أحادية الجانب في الضفة الغربية والقدس الشريف.

وأضاف: ما تحدث به جلالة الملك في اللقاء المهم جدا أمس، حمل رسائل متعددة محليا وخارجيا، بقول الحسم بقضايا جدلية كثيرة، وجدد التأكيد على الثوابت الأردنية، وضرورة وقف الحرب على غزة ووقف إجراءات إسرائيل في الضفة والقدس، وكل هذا حتما سيغير من تفاصيل المرحلة ويحميها من الانزلاق لحرب أهلية.

الدستور- نيفين عبد الهادي