لقاء الملك خارطة طريق محليًا.. ورؤى حقيقية دوليًا
نيفين عبدالهادي
وضوح برؤى ثاقبة، وعمق سياسي وأمني، تحدث جلالة الملك عبد الله الثاني لدى لقائه سياسيين وإعلاميين في قصر الحسينية أمس، في الشأنين الداخلي والخارجي، بتركيز عبقري على التحديث بكافة مساراته السياسية والاقتصادية والإدارية والمضي بثبات نحو التنفيذ العملي، وحسم ملكي بأن الأردن سيستمر بهذا النهج «ولن تعيقه التحديات الإقليمية»، فهي الضمانات الملكية أن التحديث حقيقة أردنية لن يعيق تنفيذها أي معيقات هي في مجملها خارج جغرافيا ترابه.
لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني أمس بعدد من السياسيين والإعلاميين، حمل تفاصيل هامة جدا، وحسما ملكيا بالكثير من قضايا المرحلة تحديدا فيما يتعلق بالشأن التحديثي، والانتخابات والأحزاب والسير نحو مرحلة متقدّمة بهذا الشأن، إضافة إلى المستجدات الإقليمية الراهنة، حيث أكد جلالته «أن الأردن لا يقبل أن يكون مستقبل المنطقة رهينة لسياسات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة.
ولفت جلالته إلى سعي الأردن للتوصل إلى التهدئة في الإقليم، داعيا الأطراف الفاعلة في العالم إلى التحرك الفوري لوقف الحرب على غزة، والإجراءات الأحادية في الضفة الغربية وتحديدا في القدس والمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، لتجنب انزلاق المنطقة نحو حرب إقليمية»، في قول حاسم وحازم وهام جدا، لجهة ما تقوم به حكومة اليمين المتطرفة، وتهدئة الإقليم، ووقف الإجراءات الأحادية في الضفة الغربية والقدس، وتجنب انزلاق المنطقة نحو حرب إقليمية.
وفي رسالة غاية من الأهمية لجلالته «أعاد جلالته التأكيد على موقف الأردن الرافض لمحاولات تهجير الأشقاء الفلسطينيين بالضفة الغربية وغزة»، فهذا الثابت الأردني، الذي يشدد عليه وبجرأة وإصرار وتجديد مستمر جلالة الملك بتأكيدات سمائية الحدود، ورفض مطلق للتهجير الفلسطيني بالضفة الغربية وغزة، وهذا التأكيد الأردني الأجرأ والأكثر حسما وحزما على مستوى دولي، ليجدد جلالته التأكيد عليه أمس برفض مطلق.
وفي تجديد جلالة الملك أمس التأكيد على «أننا لن نسمح بأن يكون أي تصعيد بالمنطقة على حساب الأردنيين أو أمن الأردن وأمانه، من أي طرف كان»، الخط الأحمر لجلالة الملك أمن الوطن وأمانه، وعدم السماح بأن يكون أي تصعيد على حساب الأردنيين، طمأنة ملكية وحسم بأن لا مساس بالسيادة الوطنية، ولا اقتراب من أمن الوطن وسلامة أراضيه، متحدثا جلالته بوضوح تنجلي أمامه أي مساحات ضبابية، إضافة إلى الحسم الذي لا حاجة به للجدل أو الفرضيات، فهو قول الملك عبد الله الثاني الذي يرى الواقع برؤى يجهلها الكثيرون، ليكون دوما واضعا الأردن في مكان مقدّس لا ولن تطاله يد تمس أمنه.
شفافية ومكاشفة، وصراحة تحدث بها جلالة الملك عبد الله الثاني أمس مع الإعلام المهني والمسؤول، حيث ركز جلالته «على أهمية دور السياسيين والإعلاميين في إيضاح الحقائق ومواجهة أية محاولات للتشويش على الأردن»، مانحا لدور الإعلام المهني أهمية وفي ذلك رسالة هامة من جلالته ببقاء الإعلاميين والسياسيين خط دفاع حقيقيا وعمليا لمواجهة أي محاولات للتشويش على الوطن، رسالة تلخّص بحث ودراسات وخطط الساعين لدحض محاولات التشويش، فجلالته وضع الإعلاميين والسياسيين في هذه المكانة الهامة ليكونوا أداة من أدوات المواجهة.
ما يزال الكثير من التفاصيل التي تحتاج قراءات متعددة للقاء جلالة الملك أمس، فهو يحتاج لأكثر من قراءة ومتابعة، ويحمل إجابات لعشرات الأسئلة التي تدور في الذهن المحلي وحتى الدولي، ليكون لقاء بمثابة خارطة طريق للقادم المحلي، ورؤى حقيقية واضحة للقادم إقليميا ودوليا.