عبد الله النسور ... خيبة امل

جفرا نيوز - خاص  في مقابلة تلفزيونية اجراها مع برنامج (هنا عمان) قبل عامين ، تحدث الدكتور النائب عبد الله النسور عن الوضع العام بعد تصويت البرلمان بمئة وأحد عشر صوتا لإعادة تشكيل حكومة سابقة ، وتفنن باختيار العبارات في انتقاد مجلس النواب قائلا : "الشعب الاردني يريد جهة يبكي على صدرها ... جهة يشكي لها ... جهة تحترم مشاعره ... تحترم الضيق الذي هو فيه ... وشغف العيش الذي هو فيه ... والاسعار التي هو فيها ...وعدم الوصول إلى حقه ... وعدم الوصول إلى فرصة عمل ... إذا لم يجد هذا في مجلس النواب فأين يجدها ...؟ " و بعد ان صرت رئيسا للوزراء نسألك يا (ابا زهير) : اذا لم نجد هذا عندكم فأين نجده ؟ واين يجد المواطن الامل بانفراج الوضع وانت تمهد لرفع الدعم عن المحروقات والمواد الاساسية وما يتبع ذلك من انفلات في اسعار السلع والخدمات في كافة مناحي الحياة ؟ قد يقول عاقل ان الرئيس يعمل من اجل المصلحة العامة فضعوا انفسكم مكانه ، ونقول ان النسور كان يدعى انه معنا ومنا وكان يعارض من اجلنا فلم لا يضع نفسه مكان كل مواطن ؟ ولينزل إلى الشارع ويزور القرى والارياف ويلمس القلق والاحتقان الشديدين في وجه كل رب اسرة وشاب وشابة ، فالمواطن الذي اجهده الزحف اليومي خلف لقمة العيش ليتقدم خطوة واحدة تؤمن حياته من الخوف والجوع ، يجد نفسه مهددا بالعودة إلى الوراء ، وهو يفكر في دخله الذي سيعجز عن تأمين نصف متطلباته الاساسية ، بينما تغريه الحكومة بتعويض سخيف لتغطية فروقات الاسعار . فكم انت محظوظ يا (أبا زهير ) وانت تمارس ما كنت تنهى عنه كنائب ، ولا يوجد مجلس نواب يردعك او معارضين حقيقيين يقفون في وجه حكومتك قبل ان تنفذ خطة القضاء على ما تبقى لدى المواطن من امل في تحسين معيشته ، مستعينا بالمبررات الواهية لإشعار المواطن بانه السبب في عجز الموازنة وفي المديونية . أذهب إلى مقاهي عمان ومحالها التجارية واسأل المواطنين لماذا سمحتم بفائض الهجرة العراقية والسورية ، وأين هي التنمية وفرص العمل التي احدثوها في المملكة ؟ واسأل الاردنيين عن سبب دعمهم لمحروقات الوافد وخبزه ، فالمواطن هو المذنب في كل الاحوال حتى وإن كان متلقيا لا حول له ولا قوة ، والحكومة دائما على صواب لأنها تبحث عن حلول ابداعية على حساب الرعية . صارح الناس يا ( ابا زهير) بحجم الضراب الحقيقي ونسب الضريبة التي تستوفى على مشتقات البترول قبل الادعاء بدعمه ،فالأولى ان يوقف دعم المواطن لجيب الدولة من المحروقات قبل الحديث عن رفع الدعم الحكومي ، وان توقف البرامج الحكومية غير الضرورية ، وان تجبى الضريبة من المتنفذين والمتهربين ، والاولى ان يراقب نشاط التجار الوافدين ومعاملاتهم التي نافست ابناء البلد وضيقت على ارزاقهم في المدن الرئيسية . لم يعد للمواطن كتفا يبكي عليه غير الشارع ، لأننا مللنا الخوف والقلق على قوتنا وارزاقنا ، ومللنا التصفيق للوزراء والرؤساء ومشاهدة جموع المهنئين مع فصول السنة على التلفاز ، ومللنا طبول الاعلام الرسمية وهي تهلل وتكبر لكل اجراء حكومي على قاعدة اربط الحمار اينما اراد صاحبه ، ومللنا الصبر والسكوت الذي يزيد نزيف الجيوب ، واتعبنا مشوار الحصول على لقمة العيش ، ومللنا الحديث عما ستجلبه الانتخابات من نواب يمثلون آمالنا ليصبحوا وزراء او رؤساء ، يكفينا انك كنت أملا .. وصرت رئيسا للوزراء .. فجاءتنا الخيبة راكبة على جمل.