خطورة تصاعد جرائم المستوطنين

سري القدوة

تتصاعد جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وتتصاعد جرائم المستوطنين الإرهابيين في الضفة الغربية بشكل خطير للغاية بدعم وحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي كما حصل مؤخرا في قرية جيت شرق قلقيلية، حيث استشهد شاب وأصيب آخرون وأحرقت منازل ومركبات، و أن هذه الاعتداءات والجرائم من قبل ميليشيات المستوطنين الإرهابية ما هي إلا نتيجة لاستمرار حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال على شعبنا ومقدساته وممتلكاته، وان حكومة الاحتلال تتخمل المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم .

أمام حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة واستمرار جرائم القتل والاعتقال في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، واعتداءات المستوطنين المتصاعدة والمساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، ما عاد يكفي الموقف الأمريكي الخجول وخاصة في ظل استمرار الدعم الأميركي الأعمى سياسيا وعسكريا وماليا حيث يتطلب وقف كل وسائل الدعم بشكل عاجل من قبل الإدارة الأميركية وإجبار سلطات الاحتلال على وقف جرائمها التي انتهكت جميع المحرمات في القانون الدولي .

بات من المهم والضروري تدخل المجتمع الدولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والمحاكم الدولية، وآخرها قرار محكمة العدل الدولية، والذي أكد أن الاحتلال غير شرعي للأراضي الفلسطينية، وعلى إسرائيل أن تنهي احتلالها، وأن تفكك مستعمراتها وتخرج مستعمريها من الأراضي الفلسطينية المحتلة .

المواقف المنددة بهجوم المستوطنين على قرية جيت من الأمم المتحدة والإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي جيدة، ولكن هذه المواقف يجب أن تتحول إلى أفعال عبر العمل على إجبار إسرائيل على وقف عدوانها الشامل ووضع حد لكافة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال والمستوطنين وفرض مزيد من العقوبات عليهم للجم إرهابهم المتصاعد .

وبينما تتصاعد اقتحامات مليشيات المستوطنين في الضفة الغربية قامت قوات الاحتلال بتقليص ما يسميها «المناطق الإنسانية»، وحصر أكثر من مليون ونصف مليون مواطن فلسطيني في مساحة لا تتجاوز 30 كيلو مترا دون وجود ما يحميهم من قذائف المدافع ورصاص الطائرات المسيرة التي تطلق الرصاص دون توقف على الخيام والنازحين بالعراء .

إن إجبار أهالي غزة على النزوح المستمر هو عذاب نفسي وجسدي واقتصادي يثقل على كاهل المواطنين الذين لا يملكون قوت يومهم وتوفير أبسط متطلبات العيش وأن قتل الاحتلال أما وبناتها الأربعة في قصف على خيام نازحين في خان يونس، هي جريمة حرب، وأن الاحتلال يخطط لإيقاع أكبر عدد من الضحايا لتنفيذ إبادة جميع سكان قطاع غزة ثم تهجيرهم .

الوضع الإنساني يتصاعد بشكل خطير جدا مع انتشار فيروس شلل الأطفال وتهديده لمئات آلاف الأطفال، وأن الأمم المتحدة تستعد لإطلاق حملة تطعيم حيوية ضد الشلل في غزة لفائدة أكثر من 640 ألف طفل دون سن العاشرة، ولذلك يجب وقف إنساني لإطلاق النار حتى تتمكن الأمم المتحدة من تنفيذ حملة التطعيم لوضع حد للوضع الإنساني في غزة كونه مستمر في التدهور ويزيد من معاناة للشعب الفلسطيني بينما يقف العالم متفرجا .

على العالم اجمع العمل العالم على إنقاذ أكثر من مليوني إنسان من خطر الإبادة والتطهير وحصار التجويع والقتل بالأوبئة، وخاصة شلل الأطفال والكبد الوبائي، والضغط لإيقاف تصدير السلاح وأدوات القتل التي قتلت عشرات الآلاف من شعبنا الفلسطيني، وفرض عقوبات على كيان الاحتلال وميليشيات المستعمرين الإرهابيين لوقف نزيف الدم والمجازر في الأراضي الفلسطينية المحتلة ورفع الحصار الظالم وإدخال قوافل المساعدات الغذائية والطبية .