مفاوضات وقف إطلاق النار تستأنف الأسبوع المقبل
علي ابو حبلة
يصر الأمريكيون على أن اجتماعات الدوحة حققت نجاحاً ملموساً وأن هناك مساعي جدية لسد الثغرات والفجوات بين « إسرائيل « وقوى المقاومة، وأن جهود إدارة بإيدن تنصب على بثّ التفاؤل، في محاولة لـ» تبريد» التوتر في المنطقة، وتأخير أو إلغاء الردود المرتقبة على الاغتيالات.
وفي سباق الزمن لتحقيق وقف إطلاق النار، يصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى تل أبيب السبت، على أن يلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في اليوم الذي يليه. وتهدف الزيارة إلى « الدفع بالمفاوضات قدماً»، بحسب الإعلان الأميركي، فيما من المتوقّع أن تنعقد جولة محادثات أخرى في العاصمة المصرية، خلال الأسبوع المقبل، بمشاركة الوفود نفسها التي شاركت في اجتماع الدوحة، بهدف « إنهاء المفاوضات والتوصل إلى اتفاق»، بحسب تصريحات لمسئول أميركي رفيع. ويصرّ الأميركيون، في خضم ذلك، على بث التفاؤل، دون أن تلوح في الأفق ما يشير إلى تغير في الموقف الإسرائيلي وحل حلة القضايا المتعلقة بالانسحاب من كامل غزه بما فيها معبر رفح ومحور فيلادلفيا، وأن كل الجهود الامريكيه منصبه لاحتواء التوتر في المنطقة وعدم الانزلاق لحرب إقليمية، و بحسب مراقبين فان السياسة الأمريكية المعتمدة في هذه الأيام، هي في محاولة تبريد التوتر في المنطقة، وتأخير أو إلغاء الردود المرتقبة من إيران وحزب الله على الاغتيالات التي نفذتها حكومة الاحتلال، وتقوم واشنطن بحشد أساطيلها وطائراتها وجنودها، والدول الحليفة، وتعدّ العدّة للدفاع عن أمن الكيان الصهيوني.
وبهذا الخصوص، أشار الكاتب في صحيفة « يديعوت أحرونوت « الإسرائيلية، ناحوم برنياع، إلى « مهمّتين قادتا الولايات المتحدة إلى استثمار قوتها العسكرية والديبلوماسية في الدفاع عن إسرائيل: الأولى لردع إيران، والثانية إحباط عمليّة متسرّعة من جانب إسرائيل». وتابع: ( مثل جليسة الأطفال الماهرة والمخلصة، التي تحمي الطفل من الغرباء ومن نفسه، كذلك وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن (الذي يدير الاتصالات مع المستوى الأمني في اسرائيل )». وعلى هذه الخلفية، نشأ تحالف في المنطقة، بين إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها، و»القاسم المشترك بينها، هو المعارضة القوية للحرب بين إيران وإسرائيل». ورأى الكاتب أن «مهمّة حياة نتنياهو، والخطوة التي ستدخله التاريخ، وتحقق انتصاره المطلق، هي إشعال الحرب بين واشنطن وطهران». والآن، برأي الكاتب، « أُتيحت له الفرصة. لكن إدارة بايدن ترفض الدخول في هذه المغامرة». والأمر نفسه « ينطبق على ترامب أو هاريس، وكذلك الرئيس الإيراني الجديد. والمخاوف من تصعيد متعمّد من جانب نتنياهو تزيد من مساهمتهم في وقف التدهور».
وفي مضمون المحادثات أشارت الصحيفة نفسها أمس ألجمعه، عن مسئول أمني إسرائيلي قوله، إنه « يجب التقليل من شأن المعلومات التي تفيد بحدوث تقدّم كبير في المفاوضات نفسها، ذلك أن أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي توجّهوا إلى الدوحة مع القليل جداً من الصلاحيات، ولا يوجد بينهم من يعتقد أن التفويض الممنوح لهم سيكون كافياً، حتى لو ادّعى رئيس الموساد شيئاً آخر». وتابع المسئول الإسرائيلي: « في الواقع، الحدث برمّته عبارة عن مقترح وساطة أميركي، جرى تسليم تفاصيله إلى إسرائيل. وبحسب المحادثات التي جرت مع نتنياهو، اتضح أنه ليس مقبولاً لديه. لدى الجميع مصلحة في الظهور بمظهر أن الوضع جيد، لكن سيكون من المؤسف تصدير الأوهام للجمهور». من جهتها، نقلت « هيئة البث» الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن « محادثات الدوحة كانت إيجابية، لكن لا يوجد اختراق حالياً». كما نقلت عن مسئولين « (أننا) قدّمنا مقترحات بشأن محور فيلادلفيا وعودة سكان غزة إلى الشمال من دون تحقيق اختراق».
وقد طالبت حماس وفصائل فلسطينية أخرى، في بيان لاحق، بإلزام تل أبيب بما سبق الاتفاق عليه خلال المحادثات السابقة في يوليو/ تموز، استناداً إلى مقترح الرئيس الأمريكي جو بإيدن، لكن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أضاف شروطاً جديدة اعتبرها كل من وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، ورئيس الموساد دافيد برنياع، أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.
ويبقى السؤال هل تنجح إدارة بإيدن في تذليل العراقيل التي يضعها نتني اهو لإتمام صفقة التبادل وهل سيكون بمقدور بلينكن من إقناع نتنياهو للتخلي عن شروطه ليتم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار والتوقيع على الاتفاق نهاية الأسبوع الحالي وتجنيب المنطقة من حرب إقليمية يسعى إليها نتنياهو وهي تخدم أجندته وتحافظ على ائتلافه اليميني المتطرف.