الأردن سيبقى عظيماً «ويا ما تكسر على صوانه رؤوس»

 سهم محمد العبادي

حجم الإنكار والجحود لكل الجهود الأردنية في الملف الفلسطيني ليس وليد الحرب على غزة بل هو متجذر منذ احتلال فلسطين، ورغم تكرارنا آلاف المرات وحديثنا عن دور الأردن وما قدمه من تضحيات سياسية وعسكرية واقتصادية، وفي الجوانب كلها، ولم يشفع لنا آلاف الشهداء الأردنيين على أرض فلسطين ومثلهم من المحاربين العسكريين والمجاهدين، وتوصلنا إلى قناعة أن الأردن متهم، ولو حرر كل فلسطين وأعاد الأندلس، وعلقنا ذبائح النصر على أسوار قرطبة والقسطنطينية.

الأمر لا يتعلق بدور مواقع التواصل الاجتماعي والخلايا التي تدير ملف الاتهام والتشكيك عبرها من دول، بل تطور الأمر لدخول إعلام دول لا يجمعها بفلسطين، ولم يجمعهما التاريخ والتضحيات والشهداء وبواريد العسكر يوما.

هذه الدول يتسال إعلامها عن دور الأردن في ملف الحرب على غزة ويقود ملف الغمز واللمز على مواقفنا وفتح مجال التعليقات والتحليلات لكل متابعيها والإبقاء على كافة الطروحات التي تسيء للأردن ومواقفه، وكأن القضية أصبحت تخص الأردن فقط وباقي الأمة «شريك مضارب».

في تجوال سريع بين وسائل الإعلام ومواقع التواصل الموجود عليها لا تجد حديثاً حول غزة إلا والتشكيك بمواقف الأردن وبكل ما قدم ولم تكتب هذه الوسائل، ولو للحظة عن أي دور أردني إيجابي، ويكتفون بكتابة الأخبار و»تثوير» المتابعين والقراء للإساءة إلى الأردن، وبذات الوقت لا نسمع منها أي انتقاد وليس إساءة إلى حكوماتهم ودولهم التي اختفت بشكل كلي عن ساحة الرأي العالمي بما يخص الحرب على غزة.

الأمر الآخر أن الأردن متأخر جدا في توثيق تاريخه السياسي ومواقفه الوطنية وتضحياته؛ وبالتالي الطعن في أي مرحلة أو التاريخ بأكمله أمر طبيعي في نظر البعض وكأنها «أحاديث مدسوسة» ليست صحيحة وضرباً من الخيال، وكأن هذا البلد جاء بالصدفة، في حين أن مملكة الأنباط كانت غزة شواطئها ودمشق تابعة لها، وعبر التاريخ كان الأردن الأكبر في المواقف والتضحيات في سبيل الأمة، رغم وجود هذه الأمة على المدرجات (جمهور) في زمن المعارك من أجل المشاهدة.

هنا لا أعلم لماذا لم يُفَكَّر بإنشاء خلية إعلامية أردنية في مثل هذه الأزمات ولماذا الصمت والاستعماء على ما يجري ويدور حولنا من إساءات مقصودة وممنهجة ومدفوعة في كثير من الأحيان؟ والسؤال الأهم للبعض الذين حولوا أقلامهم إلى بارودة باتجاه الأردن أين دولكم؟ وأين مواقفها؟.

أما الأردن، فسيبقى عظيما «ويا ما تكسر على صوانه رؤوس».

وللأردنيين دافعوا عن وطنكم ومواقفه، فليس منا العاق والجاحد لتراب الآباء والأجداد، ونحن من حرثنا ترابه، ونعلم ما بين «التلوم» من مواقف وتضحيات ومؤمنين بها.

الأردن العظيم يستحق الأفضل دوما