الهوية الأردنية كما حددها جلالة الملك

نسيم عنيزات

يعتقد البعض بأن الأردن كيان مصطنع او مخيم يعيش فيه مجموعة من الناس يمكن ازالته او تفكيكه باي وقت متناسين عن قصد او بدون بأنه دولة مكتملة الشروط والعناصر عمرها عشرات السنوات.

وارض ذات تاريخ وحضارة لا تحتاج إلى تبرير او تسويق لان الشواهد كثيرة حيث مرت عليها حضارات عمرها آلاف السنين.
واعتقد ان هذه النظرة للدولة سببها عدم تحديد هويتها بشكل واضح في اوقات سابقة وذلك نتيجة اسباب وظروف سياسية وديمغراغية كانت تحول دون ذلك.

وكانت تطل علينا بين الفترة والأخرى مصطلحات فضفاضة وتعريفات انية ووقتية بعيدة عن العمق وصعبة الإقناع لم تستقر بالاذهان وقتا طويلا، لا بل كانت تتعرض احيانا للنقد او التشكيك كمفهوم او مصطلح الهوية الجامعة التي كان يطل بها علينا بعض الأشخاص دون ان نعرف الأسباب او الدوافع.

او مفهوم الأصول والمنابت وكأن الدولة الأردنية دون هوية وليس لديها شعب بناها وعمرها أبناؤها الذين اودعوها امانة بيد الأبناء والاحفاد.

ليختلط علينا الامر بين مفهومي المواطنة والهوية حيث تعني الأولى المساواة بين كل من يعيش على الارض الأردنية في الحقوق والواجبات ضمن التشريعات الأردنية.

بينما تؤكد الهوية على العادات والتقاليد لأبناء الدولة سواء كانوا يعيشون على أرضها او على أرض اخرى حيث ينطبق عليهم المفهوم الأول اذا كانوا في الخارج.

الا ان مفهوم الدولة والهوية الأردنية قد حددها جلالة الملك عبدالله الثاني بشكل واضح دون لبس حينما قال في خطاب له بمناسبة العيد الفضي لتولي جلالته سلطاته الدستورية بأنه اردني ويعتز بأردنيته ليؤكد الهوية الأردنية ويرد على كل المشككين بأن الأردن للأردنيين، ولن يكون بديلا لأي وطن، او حلا لمشاكل الغير على حسابنا او مكانا لتصدير الازمات، او ملاذا للمفصومين والواهمين، وأننا لسنا معنيين باقوال المأزومين.

وقد مرت على الاردن أزمات كثيرة واحيكت له مؤامرات عديدة ورسمت له خططا في عقول البعض ممن كان واهما بأن الأردن ضعيف او انه قد يقبل باي حل على حساب ابناء شعبه.

ومنذ ان تولى جلالة الملك سلطاته الدستورية كانت المؤامرات واضحة واللعب فيها على المكشوف واخرجت الخطط من الاذهان والادراج إلى العلن والتصريح بدل التلميح وتعرض الأردن إلى ضغوط ومضايقات وتم استخدام طرق وأساليب مختلفة بين التهديد والوعيد، وبين الإغراء والوعود للموافقة على خططهم والسماح بتصدير ازماتهم او تحقيق مصالحهم، الا ان جلالة الملك لم ينحنِ امام هذه المغريات ورفض تقديم اي تنازلات تمس بالدولة ومصالحها وأبناء شعبها.

نقول لكل المشككين والمتخوفين بأن الأردن وجد ليبقى وللأردننين اطمئنوا فان بلدكم بخير، لكن قدره بأنه في منطقة النار.