هل يفلح اجتماع الغد؟
حمادة فراعنة
نعم: لا مصلحة لإيران في التصعيد، لأن لديها ما تخسره، ولكن لا يعني أنها ستبقى صامتة على ما تتعرض له من أذى وتطاول إسرائيلي، يمس بسيادتها ومكانتها.
المستعمرة لها مصلحة في التصعيد، وفي التطاول، وفي توجيه الأذى، لكل الأطراف الفلسطينية والعربية والإسلامية، لأنها تعمل على تعزيز نفوذها، وتوسيع رقعة احتلالها، والرضوخ «لزعرنتها»، من قبل الجميع، فهي عصابة متسلطة، قاطعة طرق منفلتة، لا أحد قادر على لجمها، وتقويض قدراتها، تقودها شلة «قطاع طرق» ليس في الضفة الفلسطينية فقط، بل في أي مكان هي موجودة فيه، تُمارس التسلط والهيمنة، لها مصلحة في التصعيد، كي تكبح تطلعات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، نحو الكرامة والاستقلال والحرية، هي وريثة الاستعمار الأوروبي المهزوم، ولهذا لم يكن صدفة، أو عبثاً، أو تبرعاً من قبل قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في إصدار بيانهم التحذيري لإيران في التخطيط أو في تنفيذ أي عمل يمس المستعمرة.
رموز أوروبا الاستعمارية، ومعهم الولايات الأميركية، يحذرون إيران، قدموا للمستعمرة ما تحتاج من دعم لمواصلة حربها ضد الشعب الفلسطيني، وتحسباً لأي هجوم أو توجه من قبل إيران وحلفائها من الفصائل العربية الجهادية.
قادة الولايات المتحدة مع زعماء أوروبا الثلاثة، بدلاً من العمل لكبح جماح المستعمرة ووقف حربها المتوحشة ضد الفلسطينيين، وهي سبب اندفاع حزب الله اللبناني، وأنصار الله اليمني، والفصائل العربية للتضامن مع فصائل المقاومة الفلسطينية ومشاركتهم الفعل الكفاحي ضد عدوهم: الوطني والقومي والديني والإنساني.
وبدلاً من تأثيرهم على المستعمرة لكبح جماحها، لأنها سبب التوتر والصراع وعنوان الظلم والاحتلال، يحذرون إيران، والعمل على كبح ردة فعلها لما تتعرض له من مس وعدم احترام، والتطاول على أمنها وسيادتها، بدلاً من إعطاء رد الاعتبار لإيران، يحذرونها من ممارسة ردة الفعل نحو المستعمرة التي تمس بسيادة إيران وكرامتها.
إيران لها حلفاء وأتباع وأدوات في العالم العربي، هُم الأقدر من إيران نفسها على تعريض أمن المستعمرة للخطر وتوجيه ضربات لها، ويتحملون نتائج معاركهم ضد المستعمرة، وليس لديهم ما يخسرونه، باستثناء أنفسهم المجهزة للتضحية في كل الأوقات.
لقاء الخميس الثلاثي الأميركي المصري القطري هل يُفلح في فرض وقف إطلاق النار، وهل تستجيب حركة حماس للمبادرة الثلاثية، بعد أن قررت رفضها المشاركة، في المفاوضات غير المباشرة، وطالبت أولاً –وطلبها محق- أن تُعلن المستعمرة موافقتها على المبادرة الثلاثية القائمة على مبادرة الرئيس الأميركي بايدن وقرار مجلس الأمن 2735.
حماس تعاملت مع كل المبادرات السابقة بروح التجاوب، على عكس مواقف المستعمرة التي لم تُعلن موافقتها إلى الآن على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، فهل تحزم الإدارة الأميركية موقفها في التعامل مع إدارة نتنياهو المتطرفة الرافضة لوقف إطلاق النار، العازمة على مواصلة الحرب حتى تحقق: «الانتصار الحازم» على حد قولها، رغم كل الاخفاقات والفشل الذي أصاب إلى الآن كل مخططاتها.