الأنظار تتجه نحو كاملا هاريس.. فمن تكون؟

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، تزداد الأنظار تركيزا على كامالا هاريس، التي من المحتمل أن تصبح واحدة من أقوى الشخصيات في العالم في حال فوزها.

ويرجع ذلك جزئيا إلى أن صعودها السريع إلى ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة لم يتضمن اهتماما عاما مستمرا بانتخابات تمهيدية رئاسية طويلة، فهي مثل شيفرة لعديد من الأميركيين، أكثر من المرشحين الرئاسيين من الأحزاب الكبرى عادة.

فمن تكون كامالا هاريس؟ وكيف وصلت إلى هذا الموقع البارز في السياسة الأميركية؟

المدعية العامة في مقاطعة
دخلت هاريس الحياة العامة لأول مرة بصفتها المدعية العامة المنتخبة لمقاطعة سان فرانسيسكو. وحاولت تمييز نفسها عن سلفها، المعروف باتباع نهج تقدمي في التعامل مع الجريمة، عن طريق وصف نفسها بأنها "ذكية في التعامل مع الجريمة”.

وركزت هاريس -وفق مبدئها هذا- بشكل أكبر على الإحصائيات والأرقام، مفضلة الابتعاد عن الأيديولوجيات السياسية. وبحسب مجلة "فوكس” (Vox)، ساعدها هذا النهج العملي في بناء سمعتها بصفتها مدعية عامة قادرة على تحقيق نتائج ملموسة.

المدعية العامة في كاليفورنيا
واستمرت هاريس في تعزيز مكانتها عندما تولت منصب المدعية العامة لولاية كاليفورنيا، الذي كان من الصعب في كثير من الأحيان تحديده أيديولوجيا وكانت مترددة في اتخاذ قرار بشأنه. لكن هذا الدور جعلها أيضا اسما مألوفا في كاليفورنيا.

عضوية مجلس الشيوخ
في عام 2016، وبعد 6 سنوات من توليها منصب المدعية العامة، فازت بسباق مجلس الشيوخ الأميركي في ولاية كاليفورنيا. وسرعان ما أصبحت هاريس عضوا معروفا في مجلس الشيوخ، ولكن ليس من حيث الخطب أو السياسة.

كبيرة المحققين بمجلس الشيوخ
وبدلا من ذلك، وجدت شهرة بصفتها كبيرة المحققين في مجلس الشيوخ للحزب الديمقراطي، إذ قامت باستجواب مسؤولي إدارة ترامب في مواجهات أثارت حماس الناخبين الديمقراطيين وأشعلت حركة لها للترشح للرئاسة عام 2020.

ومع ذلك، كان الحزب الديمقراطي قد أصبح بحلول تلك المرحلة أكثر تقدمية أيديولوجيا، ولم يعد سجلها في كونها "ذكية في التعامل مع الجريمة” يحظى بشعبية كبيرة لدى هؤلاء الناخبين.

نائبة للرئيس
كافحت هاريس من أجل العثور على مسار سياسي في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، ولم تدم فترة ترشحها طويلا. ولكن عندما اختار الديمقراطيون في النهاية جو بايدن مرشحا لهم، تعهد بايدن باختيار امرأة لتكون نائبته.

وبعد صيف أدى فيه مقتل جورج فلويد والاحتجاجات الضخمة التي تلت ذلك إلى إثارة نقاشات وطنية حول العِرق، وجدت هاريس نفسها في مركز الاهتمام مرة أخرى، إذ برزت في قمة القائمة لتكون مرشحة محتملة لشغل هذا الدور الحساس.

تكليف بمهمة صعبة
وبصفتها نائبة الرئيس، كافحت هاريس للعثور على دور في الإدارة، فلقد كلفها بايدن بمهمة لا تحسد عليها، وهي حل "الأسباب الجذرية” للهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة.

لم يكن هذا مجال خبرتها ولا في نطاق توجهاتها الأيديولوجية القوية. وبعد مقابلة تلفزيونية كارثية، تراجعت شعبيتها لدى الرأي العام.

ولكن بعد أن أسقطت المحكمة العليا في الولايات المتحدة الحق الفدرالي في الإجهاض، بدأت الأمور تتغير، إذ كانت لدى هاريس خبرة وسلطة في مجال الحقوق الإنجابية التي يفتقر إليها بايدن، فأصبحت المتحدثة باسم الإدارة في هذا الشأن، مما أوجد لها صوتا وموطئ قدم في الحياة العامة مرة أخرى.

خلافة بايدن المنسحب من سباق الرئاسة
وفي يوليو/تموز 2024، انسحب بايدن من حملة إعادة انتخابه، كونه لا يحظى بشعبية وبسبب أنه طاعن في السن، وأيد كامالا هاريس خلفا له.

وبالمقارنة، استحوذت هاريس، التي تتسم بالحيوية والفصاحة، على حماسة الحزب الديمقراطي، واكتسبت زخما في السباق ضد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وسيعتمد نجاحها المستمر على إذا ما كانت قادرة على تنمية دور شخصيتها بوصفها سياسية ملهمة كافحت خلال الوظائف التي شغلتها في الماضي.

الجزيرة