تعميم التجربة الأردنية لدعم المرأة مطلب عربي
نيفين عبدالهادي
تمنت سيدات عربيات أن تعمم التجربة الأردنية في التحديث السياسي عربيا، كونها تجربة نموذجية، وتمنح المرأة الكثير من الإيجابيات، وتضعها في مقدمة الاهتمام التشريعي السياسي، ليعتبرن هذه التجربة حالة سياسية متطوّرة بل الأكثر تطورا عربيا ودوليا بكافة جوانبها تحديدا تلك المتعلقة بالمرأة.
تشرفت أمس بأن ترأست حلقة نقاشية خلال منتدى الاستثمار في مشاركة المرأة في الحياة السياسية الذي عقد تحت رعاية سمو الأميرة بسمة بنت طلال، وبتنظيم من اللجنة الوزارية لتمكين المرأة، شارك بها أربع سيدات من دول عربية شملت مصر، ولبنان والجزائر وتونس، لنقرأ معا تجارب هذه الدول في واقع المرأة بها سياسيا، وكان أن تنوع الحديث بين الإيجابي والسلبي ولكن ما تم الإجماع عليه بلا منازع التجربة الأردنية في التحديث السياسي حيث اتفقت آراء المتحدثات وكذلك النقاشات على أنها تجربة هامة جدا وتسير في الدرب الصحيح نحو تميّز المرأة سياسيا واجتماعيا، وحتى اقتصاديا، وتعد من التجارب الرائدة ليس فقط على مستوى عربي إنما على مستوى دولي.
أثناء حديث السيدات خلال الجلسة، واللواتي جميعهن من الخبيرات سياسيا، ولهن الباع الطويل في العمل السياسي، تناولن طبيعة العمل السياسي والحزبي للمرأة في بلادهن، ليبرز هذا الجانب في التجربة الأردنية بدعم وإرادة عليا بأن تنال المرأة حقها كاملا بهذا الشأن، تنفيذيا، وتشريعيا، ما يجعلها في مكان مختلف أكثر تقدما عن غيرها من نساء المنطقة والعالم، فقد حظيت المرأة الأردنية باهتمام كبير وعلى أعلى المستويات لتكون في مكان متقدّم سياسيا وحزبيا، وقريبا نيابيا، فكثير من الدول تتمتع ببعض المقومات لدعم المرأة لكنها ليست متكاملة كما هو الأردن الذي وضع للمرأة واقعا مميزا نموذجيا هاما، بكافة الجوانب بمنظومة التحديث السياسي لجعله في مقدمة الدول الداعمة للمرأة سياسيا وحزبيا وانتخابيا.
جهد كبير ومقدّر للجنة الوزارية لتمكين المرأة، شكل تظاهرة سياسية حزبية لصالح المرأة العربية، وفرصة لتقديم التجربة الأردنية، والاستفادة من تجارب الغير، لتصل المشاركات لقناعة ضرورة أن تعمم الفكرة الأردنية في التحديث السياسي، بكافة جوانبه، وتحديدا فيما يخص الجانب المتعلق بالمرأة، لما تشكله هذه التجربة من أهمية كبيرة في دعم المرأة سياسيا وحزبيا، وأوصت عدد من المشاركات بضرورة تعميم التجربة ووضعها في إطار التنفيذ لدى كافة الدول الباحثة عن رؤى تقدمية وحديثة ونموذجية لدعم المرأة، حيث تضمنت التجربة الأردنية هذه الجزئيات باهتمام كبير، وعملي وحقيقي وهو ما ينقص الكثير من التجارب بدول مختلفة.
المنتدى يعد هاما لغايات مختلفة، أبرزها أنه شكل فرصة عملية للاطلاع على تجارب الكثير من الدول فيما يخص المرأة سياسيا وحزبيا، علاوة على أنه شكّل فرصة للحديث عن التجربة الأردنية في التحديث السياسي وما منحه للمرأة من أهمية كبرى، وأوصل المشاركات للتوصية بتعميم التجربة الأردنية الهامة.