جرائم الإبادة واستهداف مراكز إيواء النازحين بغزة

سري القدوة

الاستهداف الإسرائيلي المستمر للنازحين ومراكز الإيواء الذي أدى لاستشهاد وإصابة المئات في مدارس بمدينة غزة يأتي في سياق حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني بهدف تفريغ الأرض من سكانها الأصليين ودفعهم نحو التهجير القسري خارج وطنهم، وتأتي هذه الجريمة استمرارا للمجازر التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية، والتي تؤكد مساعي دولة الاحتلال لإبادة شعبنا عبر سياسة المجازر الجماعية وعمليات القتل اليومية في ظل صمت دولي مريب .

وما تلك المجزرة الوحشية الرهيبة والجديدة التي نفذها الاحتلال في مدرسة التابعين بمدينة غزة، التي تؤوي أكثر من 6 آلاف نازح، وقصفها بأكثر من ثلاثة صواريخ أمريكية أثناء أداء المواطنين صلاة الفجر والتي تتحمل الإدارة الأميركية كامل المسؤولية جراء دعمها المالي والعسكري والسياسي للاحتلال .

أنه في الوقت الذي تعلن فيه الإدارة الأميركية الإفراج عن 3.5 مليارات دولار لصالح إسرائيل، لإنفاقها على أسلحة وعتاد عسكري أميركي، تقوم فورا بارتكاب جريمة نكراء ومجزرة بحق أهلنا النازحين وتتحمل الإدارة الأميركية المسؤولية المباشرة عن هذه المجزرة، وعن تواصل العدوان الإسرائيلي السافر على قطاع غزة في شهره العاشر .

ويأتي هذا الاستهداف في غياب موقف دولي حازم يلجم حكومة الاحتلال ويجبرها على احترام القانون الدولي ووقف عدوانها وما ينتجه من قتل ودمار وكارثة إنسانية غير مسبوقة وفي وقت يسعى فيه الوسطاء إلى استئناف المفاوضات على صفقة تبادل تفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار ويعد ذلك مؤشرا على سعي الاحتلال لعرقلة هذه الجهود وإفشالها وإمعانه في استمرار انتهاكاتها الممنهجة للقانون الدولي .

حكومة الاحتلال المجرمة تملك الإحداثيات الكاملة، وتعلم بمكان وجود هذه المدارس ومراكز اللجوء وتعد هذه المجازر رسالة قتل من حكومة اليمين المجرمة للعالم، وهذا الصمت المخزي للمجتمع الدولي وصمة عار ونقطة سوداء على جبين ديمقراطيته وشعارات مبادئ حقوق الإنسان التي يتغنون بها .

موقف الإدارة الأميركية التي دعمت حكومة الإرهاب بثلاثة ونصف مليار دولار قيمة صفقات سلاح وصواريخ، هي لا توفر للاحتلال الفاشي غطاء سياسي ودبلوماسي فقط إنما هي شريك وداعم قوي لحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وهؤلاء الأطفال والنساء والرجال يقتلون بأسلحة أميركية ذكية، ويشكل الاعتراف السريع والوقح لحكومة القمع النازية بالمجازر وتبرير جريمتها، رسالة للعالم أن تلك المجازر ليست عمل فردي بل عمل جماعي لحكومة الاحتلال، وعلى العالم والمجتمع الدولي عدم التعود على منهج القتل وتقبله، ويجب على الإدارة الأميركية إجبار دولة الاحتلال فورا على وقف عدوانها ومجازرها ضد شعبنا الأعزل، واحترام قرارات الشرعية الدولية، ووقف دعمها الأعمى الذي يقتل بسببه الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ العزل .

المجتمع الدولي مطالب بالتوقف عن إدانته الخجولة لقتل النساء والأطفال، واتخاذ خطوات فورية وعملية بتنفيذ جميع القرارات الدولية الملزمة لإيقاف هذه الحرب الملعونة قبل فوات الأوان، وإصدار أوامر اعتقال بحق المجرمين القتلة لحكومة اليمين الفاشية .

المجتمع الدولي مطالب بضرورة محاسبة إسرائيل في المحافل الدولية على هذه الجرائم وتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ونزيهة للتحقيق في الاستهداف المتعمد لمراكز الإيواء والمدنيين، بما في ذلك الاعتداءات المتكررة على منشآت الأونروا وموظفيها ويجب على المجتمع الدولي التخلي عن سياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير، والعمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني .