الربع الساعة الأخيرة من زمن الحرب
نسيم عنيزات
اشارت تقارير إعلامية لدولة الاحتلال الإسرائيلي إن رئيس وزراء دولتهم كان على علم في البيان الثلاثي الذي اصدرته دول مصر وقطر والولايات المتحدة قبل صدوره.
وهذا يعني ان هناك تنسيقا أمريكيا إسرائيليا في كل ما يتعلق بالحرب الهمجية والابادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة. ومع ان نتن ياهو قرر الموافقة على إرسال وفد من بلاده إلى مكان المفاوضات الذي لم يحدد بعد، الا انه تم التوافق على عقده يوم الخميس القادم.
فان موضوع المماطلة وتأجيل عقد جلسة المفاوضات لأكثر من اسبوع تقريبا يشي بأن هناك رأيا او موقفا أمريكيا نحو المماطلة لمنح دولة الاحتلال مزيدا من الوقت للاستمرار في جرائمها وتنفيذ ضربتها الاخيرة، وقتل الأطفال والمدنيين وكذلك امتصاص الغضب الايراني والتخفيف من ردة فعلهم نحو تأجيل الرد.
فبعد فشل إسرائيل في تحقيق أهداف حربها المعلنة بإعادة اسراها والنيل من قادة القسام والجناح العسكري في حماس اضافة الى عدم استقرار الداخل الذي ينفذ موجة من المظاهرات والاحجتاحات المستمرة التي تطالب بعقد صفقة تبادل.
وجد نتن ياهو نفسه مجبرا على الانصياع والعودة إلى المفاوضات بعد ان لمس جدية أمريكية نحو إيقاف الحرب والجلوس إلى طاولة المفاوضات خاصة قبل موعد الانتخابات الامريكية، وسعي الديمقراطيين نحو تقديم قربان او انجاز إلى الشعب الامريكي يدعم مرشحتهم ويزيد من شعبيتها في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في تشرين الثاني القادم.
ومما فاقم الضغوظ على نتن ياهو هو فشله وعدم تمكنه من تحقيق هدفه في توسيع نطاق الحرب وجر ايران الى ساحة الصراع بهدف احراح الامريكان واجبارهم على دخول الحرب.
بسبب ادراك ايران للهدف والمساعي الإسرائيلية وتعاملها معها بحذر شديد. خاصة مع وجود رغبة أمريكية حقيقية بعدم توسيع الحرب وهي على أبواب انتخابات رئاسية.
لذلك فانه على ما يبدو فان الأيام القادمة هي الفرصة الاخيرة امام نتن ياهو الذي سيحاول ما استطاع ان يجد طريقة تؤجل المفاوضات او يضع شروطا وعراقيل جديدة بهدف المماطلة وكسب الوقت على أمل أن يحمل شيئا ولو زائفا إلى شعبه الذي مل اكاذيبه.
الا ان الوقع على الأرض تؤكد انه سيعود بخفي حنين يجر اذيال الخيبة، ليبدأ بعدها مرحلة جديدة في مستقبله وحياته السياسية بعد ان يجد نفسه مجبرا على الجلوس مع حماس الذي يعتبرها إرهابية من أجل التفاوض والوصول إلى صفقة يتفق عليها الطرفان وإنهاء حرب استمرت لأكثر من عشرة أشهر دون خاسر او منتصر هذا على المستوى العسكري.
اما على المستوى السياسي فأعتقد بان حماس حققت مكتسبا اكد وجودها على الأرض وأنها لاعب رئيسي ومهم في القضية الفلسطينية على الرغم من الدمار والخراب الذي خلفه الاحتلال.
في حين أن إسرائيل ستكون الخاسر الأكبر في المجال السياسي بعد ان تشوهت صورتها امام العالم الذي نبذها وصنفها بانها دولة مارقة وخارجة عن القانون لارتكابها جرائم حرب ضد الإنسانية. ناهيك عن مذكرات الجلب التي سطرتها المحاكم الدولية بحق زعمائها..
ولا ننسى ايضا اتساع رقعة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين الامر الذي ستجد معه دولة الاحتلال بانها في ذيل الاهتمام الدولي الذي كان يعتبرها شريكا ويعول عليها العالم الغربي كثيرا لحماية مصالحه في المنطقة، ومدها بالمال والسلاح ورهن كل مواقفه في تحقيق مصالحها.
فهل ستتغير خطوط اللعبة ويبحث الغرب عن شريك جديد؟؟.
وهل نحن فعلا في الربع الساعة الاخيرة من زمن الحرب.