المجازر البشعة متواصلة

حمادة فراعنة

رد نتنياهو وفريقه العسكري الأمني للمستعمرة على البيان الرئاسي الثلاثي الصادر يوم الخميس 8 اب اغسطس 2024 عن : رؤساء الولايات المتحدة ومصر وقطر، الذي أكد على: «حان الوقت كي يتم بصورة فورية وضع حد للمعاناة المستمرة منذ أمد بعيد لشعب غزة، وقد سعينا ثلاثتنا مع فريقنا جاهدين على مدار عدة أشهر للتوصل إلى إطار اتفاق مطروح حالياً على الطاولة، يستند إلى المبادئ التي طرحها الرئيس الأميركي يوم 31 آيار مايو 2024، وتمت المصادقة عليها في قرار مجلس الأمن 2735 الصادر يوم الاثنين 10/6/2024، ينبغي عدم إضاعة مزيد من الوقت، كما يجب أن لا تكون هناك ذرائع من قبل أي طرف لتأجيل آخر، وقد دعونا الجانبين إلى استئناف المفاوضات العاجلة يوم الخميس 15 آب أغسطس 2024 في الدوحة أو القاهرة، لسد الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق دون أي تأجيلات جديدة». 

رد نتنياهو وفريقه صباح السبت 10 آب أغسطس بمجزرة على مصلى مدرسة التابعين لايواء النازحين في حي الدرج بمدينة غزة، مجزرة لأكثر من مئة شهيد مدني، وعشرات مثلهم وأكثر من الجرحى والمصابين، مجزرة ضد مدنيين في مدرسة تؤوي الاف المدنيين النازحين الذين فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم، وكثير منهم فقدوا عائلاتهم أو جزءا منهم، لم تتركهم قوات المستعمرة فعملت على تصفية بعضهم بالعشرات، والهدف واضح هو التصفية المتعمدة أولاً، وإحباط مساعي وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، ثانياً. 

نتنياهو وفريقه وتحالفاته ليس لهم مصلحة لا بوقف إطلاق النار، ولا بوقف سلسلة المجازر المتكررة المستمرة التي يُقارفونها بإجرام متعمد وتصفيات مستهدفة، لدفع الفلسطينيين نحو الموت أو الرحيل والتشرد كما سبق وفعلوا عام 1948، ويجددون الإجرام البشع بعد أن فشلوا استراتيجياً بإنهاء وجود الشعب الفلسطيني على أرض وطنه الذي لا وطن له غيره: فلسطين.

صدمة 7 أكتوبر 2023، أضافت إلى شعورهم بالاحباط، أنهم فشلوا استراتيجياً في إنهاء وجود الشعب الفلسطيني على أرض وطنه، بوجود سبعة ملايين و142 الف فلسطيني على كامل خارطة فلسطين، مما يتعذر عليهم وعلى برنامجهم إقامة «الدولة اليهودية» الخالصة على كامل خارطة فلسطين وفيها وعليها أكثر من سبعة ملايين فلسطيني. 

المشكلة الإسرائيلية، لا تتوقف عند طروحات ومواقف وسياسات نتنياهو المتطرفة، بل تكمن في: 1- الأئتلاف الحكومي الذي يقوده، المكون من أحزاب الليكود، وشاس، ويهود التوراة والصهيونية الدينية، 2- ومن الأغلبية لدى المجتمع الإسرائيلي التي أفرزت الأحزاب الأربعة وسلمتهم إدارة المستعمرة، وكذلك أحزاب المعارضة الثلاثة التي يقودها: يائير لبيد وبيني غانتس وليبرمان، وهم لا يختلفون لا من حيث التوجه، ولا القناعات، ولا السياسات، المتفق عليها التي تقود مجمل مؤسسات المستعمرة. 

وزير المالية من حزب الصهيونية الدينية بتسلئيل سموترتش، طلب من نتنياهو عدم الموافقة على الاتفاق المعروض من قبل الوسطاء الثلاثة بشان وقف الحرب وتبادل الأسرى، وخاطب نتنياهو بقوله: «يجب أن لا تقع في مصيدة الدول الثلاثة الوسيطة التي تحاول فرض اتفاق استسلام علينا، فالوقت لم يحن بعد لوقف الحرب قبل إبادة حركة حماس، ووضع خطة لإدارة قطاع غزة بموافقة إسرائيل- المستعمرة». 

مجازر المستعمرة: الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتدمير، متواصلة، لا تتوقف، ومجزرة مدرسة التابعين واحدة منها، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة...