هل تنجح جهود الوساطة بجسر الهوة والتوصل لوقف إطلاق النار

علي ابو حبلة

في وقت يحبس فيه العالم أنفاسه ويخشى من خطورة وسخونة الأوضاع وإمكانية انزلاق المنطقة لحرب إقليميه اثر تداعيات عملية اغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية ببيروت واغتيال إسماعيل هنيه رئيس المكتب السياسي لحماس في طهران ، وقّع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بيانا مشتركا دعوا فيه إسرائيل وحركة « حماس « لاستئناف المفاوضات في الدوحة أو القاهرة، الأسبوع المقبل، لتجاوز الخلافات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.

ورغم تركيز البيان على وقف إطلاق النار في غزة، فهو محاولة دبلوماسية لنزع احتمالات أزمة إقليمية وعالمية كبرى في حال قررت إسرائيل تنفيذ هجوم كبير آخر على إيران، سواء كرد على الرد، أو كـ»هجوم استباقي» (كما اقترح وزراء اليمين المتطرّف) وهنا أيضا يبدو أن هذه الخطوة الدبلوماسية وحدها قد لا تمثّل لنتنياهو وحلفائه ضغطا كافيا، وأن رهانهم المضاد سيكون العمل على إيجاد أسباب لإفشال هذه الخطوة، وربما محاولة استفزاز إيران أكثر، فمعلوم من تاريخ نتنياهو الطويل أن توريط الولايات المتحدة في صراع مع إيران هو أحد أهدافه التي سعى إليها على مدى سنوات.

ووفق مصدر مطلع ، لقناة « كان» ، إن تل أبيب تعتبر جولة المفاوضات القادمة بمثابة آخر فرصة للتوصل إلى صفقة، لأن الأسرى ببساطة يموتون، فيما نقلت « القناة 13» الإسرائيلية، عن مصادر وصفتها بالمطّلعة، أنه « ليس واضحاً ما إذا كانت لدى إدارة بايدن مؤشّرات إلى استعداد نتنياهو للتحلّي بالمرونة في المفاوضات» ، مشيرة إلى أن « رئيس الحكومة سيعقد اجتماعاً الخميس لتحديد صلاحيات وفد التفاوض في الجولة التي أعلن عنها الوسطاء».

المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، صرح إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن «لن تسمح للمتطرفين، بإخراج محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة عن مسارها». واتهم كيربي وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بإطلاق ادعاءات كاذبة. ووصف كيربي مزاعم سموتريتش بأن اتفاق وقف إطلاق النار سيكون استسلاماً لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بأنها مزاعم «خاطئة تماماً». وأضاف أن سموتريتش يضلل الجمهور الإسرائيلي.

ووفق المعطيات أن إدارة بإيدن معنية بإبرام صفقة التبادل ووقف إطلاق النار وقد أوضحت لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ، أنّ عليه إبرام صفقة مع حركة حماس ولا سبب يبرر تأخيرها. وذكرت القناة 12 العبرية، الجمعة، على موقعها الإلكتروني، أنّ تعميم نتنياهو الليلة الماضية (الخميس- الجمعة) بياناً، بشأن إرسال وفد مفاوضات «إلى مكان يحدده الوسطاء.. لتلخيص التفاصيل من أجل تنفيذ اتفاقية الإطار»، جاء بعد إشارة واضحة من واشنطن إلى نتنياهو بأنه لا يوجد أي سبب الآن لتأخير الصفقة.

الجهود التي تبذلها إدارة بإيدن هي ضمن محاولات ، كبح رد فعل حزب الله وإيران ومنع التصعيد، ويولي الأميركيون أهميه من أجل التوصل إلى اتفاق، وباتوا يمارسون ثقلهم على إسرائيل ، وشهد الأسبوع الماضي محادثة صعبة بين بإيدن ونتنياهو. ورفع الرئيس الأميركي صوته، بحسب تقارير إسرائيلية، وقال لنتنياهو «اذهب إلى صفقة الآن». ورد نتني اهو في المكالمة ذاتها «في إسرائيل نتقدّم مع المفاوضات وسيخرج وفد».

لم يصدر أي تعليق رسمي من قبل حركة حماس على الدعوة الجديدة إلى التفاوض، لا سلباً ولا إيجاباً خاصة بعد المجزرة التي ارتكبت فجر اليوم السبت بحق المصلين وإمعان حكومة نتني اهو بارتكاب المجازر والجرائم لوضع العراقيل أمام أي محاوله للتوصل إلى اتفاق.

ويبقى السؤال هل تنجح الجهود للتوصل لوقف إطلاق النار وفق صيغة البيان والذي يحمل في مضامينه ، ضغطا دبلوماسيا وازنا يفترض أن يخفف من تعنّت نتنياهو، الذي أوضح مرات لا تحصى، آخرها خلال لقائه الذي نشر الخميس الماضي مع صحيفة «التايمز» أنه يريد الاستمرار في الحرب، والذي عمل، ووزراء حكومته من اليمين المتطرّف، لمنع أي فرصة لنجاح وقف إطلاق النار، بدعوى أن المزيد من الضغط العسكري هو الطريقة الوحيدة لـ«تحرير الرهائن».