لماذا لا تحلق الطائرات فوق القارة القطبية الجنوبية ؟
تُعد القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) موضوعًا للعديد من الأساطير والخرافات التي انتشرت حولها في الآونة الأخيرة، حيث يُروج البعض لفكرة أنها منطقة محظورة لا يمكن لأحد دخولها أو حتى التحليق فوقها بالطائرات.
وتتمازج هذه الخرافات مع نظريات مثل "الأرض المسطحة" التي تدعي أن أنتاركتيكا تحتوي على سور للأرض المسطحة، وأخرى تقول إن القارة تخفي بابًا يؤدي إلى عوالم أخرى داخل الأرض.
ولكن الحقيقة العلمية تشير إلى أن هناك عدة أسباب منطقية لتجنب الطائرات التحليق فوق أنتاركتيكا، يأتي في مقدمتها الظروف الجوية القاسية التي تتميز بها القارة، مثل درجات الحرارة المتجمدة والعواصف الثلجية.
هذه الظروف تعقد عملية إزالة الجليد عن الطائرات وتزيد من صعوبة الحفاظ على الاتصال والرؤية، مما يجعل الطيران فوق القارة خطيرًا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن القارة القطبية الجنوبية تُعتبر واحدة من أكبر القارات بمساحة تتجاوز قارة أوروبا، وهي منطقة غير مضيافة للبشر حيث يصعب بناء مطارات طوارئ كافية.
كما أن الطيران فوق المناطق القطبية، سواء الشمالية أو الجنوبية، معقد بسبب الاضطرابات المغناطيسية التي يمكن أن تؤثر على أنظمة الملاحة للطائرات.
وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن الطيران فوق القارة القطبية الجنوبية ليس ممنوعًا تمامًا.
بعض شركات الطيران تسير رحلات فوق الحواف الخارجية للقارة، كما تُنظم رحلات سياحية لمشاهدة المناظر الطبيعية الجليدية من الجو.
بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم الطائرات في مهام البحث العلمي والدعم اللوجستي فوق القارة.
وتُعد القارة القطبية الجنوبية مركزًا علميًا دوليًا منذ اكتشافها في عام 1820.
وقد أُنشئت معاهدة أنتاركتيكا في عام 1959 لتحديد وضع القارة كمنطقة محايدة غير مملوكة لأي دولة، مما سمح بتطوير برامج علمية واسعة النطاق فيها.
ومن بين أكبر المشاريع العلمية في القارة تجربة "آيس كيوب"، التي تُستخدم لدراسة النيوترينو عالي الطاقة الذي يأتي من مصادر مجرية بعيدة.
تُوصف القارة القطبية الجنوبية بأنها "قارة العلوم"، حيث يعمل فيها آلاف العلماء من جميع أنحاء العالم لدراسة مجموعة واسعة من الموضوعات العلمية، من النظم البيئية الفريدة إلى التغيرات المناخية وتأثيرات البشر على البيئة.