مياه اليرموك والتلوث المزعوم

الاستاذ الدكتور عبدالله سرور الزعبي 

من منطلق اهتمامي الكبير والمستمر لمواضيع المياه والطاقة والبحث العلمي  وعلى مدى عقود، ومنها مياه وادي الأردن والتي سبق وأجرينا عليها الكثير من الدراسات الجيوفيزيائية ولاكثر من عقد من الزمن وبالتعاون مع سلطة وادي الأردن وسلطة المياه والجامعة الأردنية والجامعات الألمانية وخاصة جامعة كارلسروه وغوتينغن وغيرها، استطعنا خلالها من الوقوف على كافة مصادر تغذية المياه لوادي الأردن السطحية والجوفية وكمياتها ونوعيتها، ومنها مياه اليرموك الاخذة في الانحسار لدرجة كبيرة جدا بسبب حجز المياه والضخ الجائر داخل الأراضي السورية. 

انني وبكل ثقة استطيع ان اقول بان الاعمال الجبارة والمكثفة التي تقوم بها سلطة وادي الأردن وسلطة المياه في التاكد من سلامة نوعية المياه التي تدخل الاراضي الأردنية يجب ان تكون محط اعتزاز لنا جميعا، وخاصة بعد ان تم اكتشاف تلوث المياه التي تم ضخها للاردن عام 1998.

كما ان تواصلي المستمر مع امناء عامين سلطة وادي الأردن ومنذ اكثر من عقدين من الزمن وحتى تاريخه، اعلم جيدا بان المياه الداخله إلى الأراضي الاردنية، هي تحت المراقبة الشديدة، ويتم اخذ العينات منها بشكل شبه يومي لفحصها وتحليلها، لا بل يتم حفظها لاعادة تحليلها، ويتم اجراء الفحوصات القياسية في مختبرات المياه والتي هي من المختبرات المصنفة عالميا وحاصلة على الايزو. كما ان هناك اتفاقية مع الجمعية العلمية الملكية والتي تقوم مختبراتها بفحص عينات المياه للتاكد منها وتقوم بأعمال المراقبة المستمرة لنوعية المياه ومتابعتها. 

كما انني اعلم بان الفحوصات المخبرية لا تقف عند المياه الداخله للأراضي الأردنية المستخدمه لأغراض الشرب، با ان هناك برنامج ينفذ من قبل سلطة وادي الأردن لفحص مياه السدود بالكامل، مسترشدة بالمواصفات القياسية الخاصة بنوعية مياه الري للتاكد المستمر من ملائمة نوعيتها للمزروعات من النواحي الفيزيائية والكيميائية. 

ومن منطلق عملي السآبق مديرا عاما لصندوق دعم البحث العلمي وتواصلي مع الباحثين والمسؤولين في وزارة الزراعة والمركز الوطني للبحوث الزراعية وغيرهم من الباحثين اصحاب الاختصاص، اعلم بان وزارة الزراعة ومركز البحوث لديها مختبرات تصنف من اعلى المستويات العالمية، والتي يتم فيها اجراء الفحوصات الشاملة (الفيروسية، والبكتيرية، والمبيدات والبصمة الوراثية والصفات الفيزيائية والكيميائية المتبقيات، وتحليل المياه والتربة والأنسجة النباتية وغيرها) لكافة المنتجات الزراعية، وبكل تاكيد هي متابعة من راس الهرم في الوزاره. 

ان برنامج المراقبة لنوعية المياه والمنتجات الزراعية بالكامل لا يختصر على وزارة الزراعة والمياه، بل يخضع لبرنامج مراقبة مشترك بين وزارة الزراعة والمياه والبيئة والصحة.

انني وبكل ثقة ومن منطلق خبرتي العملية في صندوق دعم البحث والتي كنت اطلع فيها على كافة أنواع البحوث العلمية وجامعة البلقاء استطيع ان اؤكد بان نوعية المياه الداخله إلى الأراضي الأردنية وكذلك المنتجات الزراعية ومنذ ما يقارب خمس وعشرون سنه والتي كنت منخرطا فيها بصفتي الرسمية او من منطلق الاهتمام البحثي اوكد بان مطابقة بالكامل للمواصفات المعتمدة. 

ان كل ما يشاع او يصدر من اي جهة من الجهات التي تستهدف الأردن للتشكيك في منتجاته الزراعية والغذائية لها اسبابها الخاصة والبعيدة كل البعد عن الحقيقة، ومما يؤكد عدم صحة المعلومات المنشورة، انه في مثل هذا الموسم الزراعي، لا يوجد اية مزروعات سواء من الخضار او الفواكه تروى من مياه اليرموك والشحيحة اصلا، والتي يمكن لاي شخص التاكد منها بمنتهى السهولة.

وهنا، فاننا ندعو الله ان يحمي الأردن قيادة ووطننا وشعبا من كل المشككين في مواقفه الثابتة على الدوام.