هل القهوة منزوعة الكافيين مضرة بالصحة؟

يعد تناول القهوة عنصراً أساسياً في روتين الصباح لكثير من الأشخاص، حيث إنها تمنحهم الطاقة والتركيز.

لكن تناول فنجان من القهوة يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات غير مرغوب فيها حيث يحتوي على ما بين 80 و100 ملليغرام من الكافيين، والذي يمكن أن يسبب أيضاً التوتر والقلق وصعوبة النوم، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

وتُعد القهوة منزوعة الكافيين بديلاً لذيذاً لكن بعض منظمات الدفاع عن الصحة أثارت مخاوف بشأن المادة الكيميائية المستخدمة في نزع الكافيين لأنها قد تزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.

كيف ينزع الكافيين من القهوة؟

هناك عدة طرق لصنع القهوة منزوعة الكافيين، ولكن هناك طريقتان شائعتان تستخدمان المواد الكيميائية كلوريد الميثيلين أو أسيتات الإيثيل لاستخراج الكافيين من حبوب القهوة وإذابته.

وإحدى الطرق تضع حبوب البن في اتصال مباشر مع المواد الكيميائية وقالت تونيا كول، رئيسة قسم الهندسة الكيميائية في جامعة كاليفورنيا، إن الأمر يبدأ بتبخير حبوب القهوة الخضراء غير المحمصة لجعلها تنتفخ وتفتح مسامها وبعد ذلك، يتم شطفها في كلوريد الميثيلين أو أسيتات الإيثيل لإزالة الكافيين.

وقال إريك برينر، المدير المساعد لمركز الدراسات والأبحاث في جامعة هارفارد إنه يتم بعد ذلك تعريض الحبوب للبخار مرة أخرى وغسلها لإزالة المواد الكيميائية المتبقية، ثم يتم تحميصها وقد لا يكون المذاق النهائي عادةً مثل فنجان القهوة العادي، ولكن «عندما يتم إعداده بشكل جيد، يكون هناك تغيير بسيط للغاية».

وذكر عن هذا النوع من القهوة: «بالنسبة لبعض الناس، يريدون شرب القهوة في فترة ما بعد الظهر لأنهم يحبون مذاقها، لكنهم لا يريدون أن يظلوا مستيقظين طوال الليل».

هل المواد الكيميائية المستخدمة في نزع الكافيين من القهوة خطيرة؟

باختصار، الجواب هو لا، كما يقول الخبراء، على الأقل ليس بالكمية التي تتعرض لها من القهوة منزوعة الكافيين.

ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين يتعرضون للمواد الكيميائية مثل كلوريد الميثيلين بمستويات أعلى - مثل العمال الذين يستخدمونه لتجريد الطلاء أو إزالة الشحوم المعدنية - قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد والرئة وتلف الجهاز العصبي المركزي.

وقالت كول إن هذا يعني أنه سيكون من المستحيل عمليا شرب ما يكفي من القهوة منزوعة الكافيين لتعريض نفسك لمستويات خطيرة من كلوريد الميثيلين.

وكذلك ذكر برينر أن خلات الإيثيل، وهي المادة الكيميائية الأخرى المستخدمة في نزع الكافيين من القهوة، لا تستدعي الكثير من القلق حيث إنها توجد بشكل طبيعي في بعض الفواكه، مثل الكيوي والجوافة، وتستخدم في منتجات مثل طلاء الأظافر وحبر الطباعة، ولكن لا يوجد دليل على أنها يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

ومع ذلك، فإن التعرض لخلات الإيثيل من خلال الاستنشاق أو البلع أو ملامسة الجلد قد يؤدي إلى تهيج العينين أو الجلد أو الحلق، وفقاً للمراكز الأميركية السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

ولكن الخبراء قالوا إن هذه المادة الكيميائية لا تشكل تهديدا صحيا عند تناول القهوة، حيث ذكرت كول أنه بمجرد نزع الكافيين من القهوة، فقد تبقى آثار للمواد الكيميائية ولكن بعد تحميص الحبوب، تتبخر المواد الكيميائية بالكامل تقريباً وعادةً ما يتم تحميص حبوب القهوة في درجات حرارة عالية تذيب تلك المواد.