ملاحظات من زيارة الصين (1)
محمد داودية
أدركت الصينُ العالمَ، وامتلكت القوة الاقتصادية، الموازية لما لدى الولايات المتحدة الأميركية واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية والمانيا، بفضل التحولات الايدولوجية، التي نقلت الصين من الانغلاق إلى الانفتاح، كما فعل النمور الآسيوية الأربعة: كوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة وهونغ كونغ.
طبقت الصين المثل «لا تبقَ واقفًا بجانب النهر، متوقِعًا حصولك على الأسماك، عُد إلى بيتك واصنع شبكة صيد» !!
عادت الصين إلى ذاتها وصنعت شباكَ صيد كثيرة !.
عندما نشاهد المارشات العسكرية الصينية، التي يسميها العرب الكراديس والجحافل، ندرك ان التخطيط، والدقة المفرطة، والانضباط، وروح الفريق، هي أدوات انتقال الصين من تحت الأرض والفقر، إلى قمة جبل غونغا !!.
إدارة الحياة بنجاح لنحو 1425 مليونًا من الصينيين، هو مؤشر دامغ، على نجاح برنامج الحزب الشيوعي الصيني، في حين انهارت الشيوعية في مهدها، كما حدث للحزب الشيوعي السوفياتي، وللأحزاب الشيوعية في أوروبا الشرقية- دول الستار الحديدي.
الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، مؤسس الحزب الشيوعي الصيني، صاحب مقولة «رحلة الألف ميل، تبدأ بخطوة واحدة»، لجأ إلى فلاحي الصين، وليس فقط إلى الطبقة العاملة، استنهضهم، ومكّنهم، على خلاف لينين مؤسس الحزب الشيوعي السوفياتي، الذي اعتمد على الطبقة العاملة والطليعة والمثقفين.
أما الزعيم الذي نقل الصين الى ما هي عليه اليوم فهو دنغ شياوبنغ الذي تبنى اقتصاد السوق. وهو صاحب النبوءة بأن الصين تحتاج إلى نصف قرن لاستكمال عملية التحديث والسيطرة السياسية والاقتصادية. طبق دنغ هذه النبوءة عام 1978، وسوف ينتهي نصف القرن في العام 2028.
زرت الصين عام 1995، وعام 2010، وفي هذه الزيارة، في اطار لجنة الصداقة الأردنية الصينية، لمست ان الصين تظل تتجدد، وتتقدم.
يجدر ان أشير الى الاهتمام الصيني الكبير بالأردن، والتأكيد على مركزية دوره، والإشادة بحكمة الملك عبد الله الثاني وجهوده من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودرء التصعيد في الاقليم.
ويجدر التنويه ايضا بديناميكية تشن تشواندونغ السفير الصيني في عمان، وحسام الحسيني سفيرنا في بكين، أنهما طراز مختلف من خارج الصندوق !!