حماية الأردن.. والإقليم
عوني الداوود
لسنا وحدنا من ينتظر.. فالعالم كله ينتظر ردّا ايرانيا متوقّعا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنيّة في العاصمة طهران قبل أسبوع (الأربعاء الماضي).
العالم ينتظر نتيجة تقاعسه عن كبح جماح كيان غاصب يقوده رئيس وزراء يجرّ المنطقة نحو الهاوية ويحركه وزراء يمينيون متطرفون يسلّحون عصابات مستوطنين يؤججون المشهد داخل الأراضي المحتلة وخارجها.
لم يكن الحال ليصل الى ما وصل اليه - والخشية كل الخشية أن يكون قد وصل الى نقطة اللاّعودة -..لولا الدعم الامريكي اللامتناهي لاسرائيل، ولولا دعم عواصم غربية تشدّ على يد نتنياهو وتزوّده بالسلاح، ظانّة أنه (قادر) على «انجاز الامر» والقضاء على «حماس»، لكنه لم يقدر، ولا يرغب بوقف القتال بل يزداد ولوغا في دماء الاطفال والابرياء ليبقى في منصبه، هروبا من غياهب سجون تنتظره على خلفيّة قضايا فساد في حال توقفت الحرب.
العالم ينتظر و «يتفرّج»- من بعيد - على سيناريو لمنطقة ملتهبة قد تنفجر في أية لحظة ولو بسبب «شرارة حسابات خاطئة» لا نعرف كيف ومتى انفجرت؟! فالحرب تتمدد منذ أكثر من عشرة أشهر، ولا نسمع عبر جميع وسائل الاعلام في مختلف بقاع العالم الاّ دعوات لوقف الحرب على غزّة ونداءات التحذير من خطر اتساع رقعة الحرب ..وعلى أرض الميدان لا نشاهد سوى مزيد من المجازر وقتل الابرياء وتوسيع رقعة الحرب..تارة ضد حزب الله في لبنان، وحينا ضد اليمن، ومؤخرا ضد ايران مباشرة.
استهداف الشهيد اسماعيل هنيّة يعني تماما أن اسرائيل «كاذبة»، ولا تريد وقفا لاطلاق النار، فاغتالت «حكيم المفاوضات» لتنهي الحديث حول أيّة هدنة محتملة - كما يقرّ بذلك مسؤولون امريكيون .
وحده الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني من حذّر منذ الشرارة الأولى للعدوان على غزّة من خطورة اتساع رقعة الحرب ..وحده الاردن بقيادة جلالة الملك من حذّر مبكّرا من انزلاق المنطقة الى حرب اقليمية.
اتصالات ملكية متواصلة خلال الـ72 ساعة الماضية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واتصال تلقّاه جلالة الملك من الرئيس الامريكي جو بايدن بالامس الاول، واتصال مرّة آخرى والرئيس ماكرون بالامس..اضافة لاتصال مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، اضافة لقيام نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي بزيارة طهران الأحد ، ناقلا رسالة من جلالة الملك عبدالله الثاني للرئيس الايراني مسعود بزشكيان، ولقائه - الصفدي - القائم بأعمال وزيرالخارجية الايراني ..وكذلك اتصال الصفدي بالامس مع رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ومع نظيره المصري الدكتور بدر عبدالعاطي ومع وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية وانغ يي، ووزيرالخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وقبل ذلك عدة اتصالات متبادلة مع وزراء خارجية اسبانيا والنرويج وبريطانيا ولبنان..الخ .
كل هذه التحركات للدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك من الواضح أنها تصب في اطار:
1 - حماية الاردن والمحافظة على أمنه وسلامة مواطنيه ..الأردن الذي لا ولن يقبل بأن يكون ساحة للتراشق بين أي طرف في الاقليم وسيحمي أرضه وشعبه من كل الأخطار.
2 - خفض التصعيد والتوصل لتهدئة شاملة تمنع الانزلاق لحرب اقليمية.
3 - التأكيد مرارا وتكرارا، بأنه لن تكون هناك تهدئة اذا لم يتم وقف فوري لاطلاق النار ووقف نزيف الدماء في غزّة، وانهاء الكارثة الانسانية التي أودت بحياة نحو ( 40)ألف شهيد وأكثر من (91) ألف مصاب وأكثر من(10) آلاف مفقود تحت الركام ..ونحن في اليوم الـ( 306)على بدء العدوان على غزّة .
*باختصار: في ظل كل هذه الظروف وقرع طبول تصعيد الحرب في الاقليم، فإنّ الاردن:
- أولا: يبذل جهودا متواصلة لحماية أرضه ومواطنيه، والدفاع عن سيادته بالحؤول دون أي انتهاك لحدوده وأجوائه.
- وثانيا : يواصل جهوده الدؤوبة لحماية الاقليم من كارثة محدقة به، قد تمتد لأكثر مما هو متوقع، اذا لم يتم تداركها، والأخذ على يد الكيان الاسرائيلي الغاصب الذي يتعمد توسعتها غير مكترث بالقوانين والأعراف والقيم الدولية والانسانية..ومواصلة الضغوط لوقف العدوان على غزة.