الصفدي في طهران.. رسائل حاسمة

د. عبدالحكيم القرالة

جاءت زيارة وزير الخارجية أيمن الصفدي الى طهران بدعوة من نظيره الايراني في ظل هذه الظروف العصيبة التي تشهدها المنطقة وحمل الصفدي رسائل الاردن الواضحة والحاسمة التي لا تقبل التردد أو التأويل بأن الاجواء الاردنية جزء اصيل من سيادته ولا يسمح بان تكون ساحة حرب وينأى بذاته عن هذا الصراع وبالتوازي لا يحمل رسائل من اسرائيل او اليها.

المبادرة الايرانية تعاطى معها الاردن بروح ايجابية وبنوايا حسنة اذا ما ارادت ايران بناء علاقات ثنائية قويمة وودية وحسنة تجسيدا للاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل بعيدا عن بعض السلوكيات القائمة على التدخل غير المشروع في عدد من الدول والانتهاك الصارخ لسيادتها.

الاردن تربطه علاقات ودية مع مختلف الدول والفواعل الاقليميين والدوليين ولا يخفي علاقاته الاستراتيجية فهي واضحة ومعلنة ولا يتحرج من بناء اي علاقة مع اي طرف شريطة توفر النوايا الحسنة والمعاملة بالمثل من الاخرين واثبات ذلك عبر التجارب الواقعية والعملية بعيدا عن الاستهداف والترصد.

ليس خافيا ان العلاقات الاردنية الايرانية ليست بالحسنة والودية ومتوترة في ظل ممارسات تستهدف الامن الوطني الاردني عبر استخدام ايران للمنظمات المحسوبة عليها لتجنيد عصابات تهريب المخدرات والاسلحة لاستهداف الوطن وامنه واستقراره من الحدود الشمالية.

من هنا اذا ما ارادت طهران بناء علاقة صحية مع عمان لا ضير في ذلك دونما تدخل او اطماع قائمة على الاستهداف وزعزعة الامن والاستقرار في الاردن وهذه قناعة ويقين وصل لها صانع القرر الايراني بان الاردن مختلف وعصي على مثل هذا الترصد والاستهداف ولا يسمح بذلك مهما كلف الثمن.

الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يمثل نموذج الاعتدال في المنطقة وله دور محوري في دعم وارساء قواعد السلام في المنطقة لكي لا تصل الى منزلقات خطيرة في ظل العدوان الاسرائيلي الغاشم وتشعب وتعدد اطراف الصراع والجميع يسعى الى بناء علاقات استراتيجية معه كشريك استراتيجي مهم لإطفاء فتيل الأزمات وتجاوزها لما يملكه من رؤية جوهرها الوسطية والاعتدال.

الأيام حبلى بالمواقف والتجارب هي من تحكم على نجاح انماء العلاقات الودية وتعزيز اواصر التعاون الثنائي بما يخدم المصالح العليا للبلدين لكن هذا مرهون بتوفر الارادة الحقيقية والنوايا الحسنة من قبل الايرانيين في بناء علاقة إيجابية مع الاردن الذي يعد دولة مهمة ومحورية في الشرق الاوسط عبر التأسيس لافق مستقبلي تسوده الايجابية وتجاوز التجارب السابقة السيئة..