ثلاثة أسئلة

إسماعيل الشريف

«العلم قفل ومفتاحه المسألة، بل إن السؤال نصف العلم» - الإمام الباقلاني

1-في غضون ثلاثة أيام، أقدمت الدولة المارقة على اغتيال الشخص الذي كان يتفاوض معها للوصول إلى هدنة وتبادل للأسرى. كما اغتالت القيادي في حزب الله داخل الأراضي اللبنانية، وقتلت صحفيًا ومصورًا باستهدافهم مباشرة بصاروخ. وقامت بتدمير شبكات المياه في غزة، وسط تفشي عشرات الأوبئة، على رأسها شلل الأطفال. وقصفت مدرسة مرتين تأوي نازحين مدنيين. وفي الوقت نفسه، تظاهر شعبها للمطالبة بإطلاق سراح جنود متورطين في تعذيب المعتقلين الفلسطينيين جنسيًا.

والسؤال الأول :هل هذه «دولة « نريد لأبنائنا أن يتواصلوا معها، ويعقدوا معها الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية والثقافية، ويبتسموا لهم ويدعوهم على الغداء أو العشاء وكأن شيئًا لم يكن؟.

2-الساسة في الغرب يكررون عبارة أن «لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها»، ولكن هؤلاء الساسة الدجالون يغفلون الحقيقة أن الدولة المارقة المجرمة هي التي تهاجم دائمًا. يكذبون، فهي لا تدافع عن نفسها، تمامًا كما أن الولايات المتحدة هي الأخرى لا تدافع عن نفسها أيضًا فهل كانت تدافع عن نفسها حين احتلت العراق وقصفت ليبيا ؟، ولكن في نظام عالمي تنقلب فيه الحقائق وتختل فيه الموازين، يصبح الهجوم دفاعًا. الولايات المتحدة تريد لعالمنا العربي المسكين أن يبقى ممزقًا منقسمًا متوترًا، ولهذا أوجدت الدولة المارقة. ومنذ ذلك الحين، وهم يقتلوننا. حتى القبة الحديدية وأنظمة اعتراض الصواريخ ليست أنظمة دفاعية بالمفهوم التقليدي، بل هي هجومية تُستخدم بعد أن تعتدي الدولة المجرمة على أحد جيرانها. فهي موجودة لمساعدة الدولة المارقة في هجومها.

السؤال الثاني هو : وهل يدافع المحتل عن نفسه بموجب المنطق والعدل والأعراف والقوانين الدولية؟

3-بعد أن هددت إيران بالانتقام من الدولة المارقة لاستهدافها الشهيد إسماعيل هنية في طهران، اتصل بايدن بنتن ياهو وأكد التزامه بحماية «إسرائيل» ضد الهجوم الإيراني، بما في ذلك «الجماعات الإرهابية» التابعة لها مثل حماس وحزب الله والحوثيين والفصائل المسلحة في العراق. وناقش معه الجهود المبذولة لدعم «إسرائيل» ضد التهديدات خاصة الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى نشر أسلحة حديثة لم تُستخدم من قبل. والمضحك المبكي في البيان أن الرئيس الأمريكي أكد على أهمية الجهود الجارية لتهدئة التوترات في المنطقة. ثم يظهر وزير الدفاع الأمريكي ويرسل بوارجه وطائراته إلى المنطقة للدفاع عن الدولة المجرمة. عندما تقرأ الخبر، تشعر بأن الدولة المجرمة تجلس في أمان الله، ثم تقرر إيران وحلفاؤها الاعتداء عليها وهي لا حول لها ولا قوة.

الولايات المتحدة لا تتعهد بالدفاع عن الدولة المارقة، بل تتعهد بمساعدتها في الهجوم على الآخرين وتنفيذ أجندتها التي تتطابق مع أجندة الصهاينة، وتتغاضى عن إجرامها وتضمن عدم تعرضها لعواقب أفعالها.

والسؤال الثالث هو: كيف تريد الولايات المتحدة السلام والتهدئة والإفراج عن الأسرى ووقف الحرب والمأساة الإنسانية في غزة، وفي نفس الوقت تزودها بالسلاح؟ وهل يوجد تناقض أكبر من هذا؟