الملك.. رسائل بعمق ما يبحث عنه العالم من حلول

نيفين عبدالهادي

حقيقة لا يمكن أن تغطى شمسها بغربال، تكمن في ظروف المرحلة الخطيرة في المنطقة، تفاصيل ترافق كل دقيقة من دقائق المرحلة الحالية، مقلقة، تضع الإقليم وسط تحديات واضحة تشير إلى تأجيج العنف والتوترات وقرع طبول حرب تضع الإقليم موضع واقع خطير لن تُحمد عقباه.

ووسط هذه الأحداث، يسعى الأردن جاهدا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لتكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى تهدئة تجنب المنطقة من أي حروب وصراعات تزيد من تأزّمها، وواقعها غير الآمن، والفوضى التي تزداد خطورة يوما بعد يوم، فهو النهج الأردني الذي طالما علا به صوت الحكمة والعقل والسلام، والأمن للجميع.

بالأمس، تلقى جلالة الملك عبدالله الثاني، اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحثا خلاله التطورات الخطيرة بالمنطقة، دعا خلاله "إلى تكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى تهدئة شاملة لتجنب توسع الصراع بالمنطقة والمزيد من الفوضى، وأكد جلالة الملك أهمية وقف التصعيد الإقليمي والإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب، محذرا من تداعياتها التي قد تؤدي إلى تأجيج العنف والتوترات في الإقليم"، هي الرؤى والثوابت الأردنية التي يضعها دوما جلالة الملك على طاولة عواصم صنع القرار العالمية، بوضوح وعلنية وجرأة، وثبات لا يتغير فلا بد من تكثيف الجهود الدولية لوقف ما يحدث من اضطرابات في المنطقة، ووقف التصعيد الإقليمي، والإجراءات الإسرائيلية، دون ذلك فواقع الحال يذهب نحو مزيد من التوترات والعنف.

في الاتصال الذي تلقاه جلالة الملك أمس من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رسائل أردنية واضحة، حول الموقف الأردني من الأحداث التي تشهدها المنطقة، بتأكيدات مشددة من جلالته "على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة وإنهاء المعاناة الإنسانية لأهالي القطاع" ففي وقف العدوان حسم لكافة التوترات في المنطقة، بل إغلاق بابها بشكل نهائي، وحماية الإقليم من أي تأزيم جديد وتوتر، بتأكيدات جلالته على الحرص الأردني على الجانب الإنساني باستمرار "الأردن بتقديم المساعدات الإغاثية بشتى الطرق المتاحة"، للأهل في غزة، رسائل بمضامين سياسية عميقة، خطوط أردنية عميقة تصل حدّ الحل لكل ما تشهده المنطقة من اضطرابات، وتأكيدات على الثوابت بضرورة قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين.

وضوح وثبات، ورؤية ثاقبة تحكي موقف الأردن بوضوح، إضافة إلى رسم خارطة طريق نموذجية للوصول إلى نهاية نفق الأزمات المتتالية على الإقليم، ففي رؤية جلالة الملك الحكيمة والتي أكد عليها أمس في اتصال الرئيس الفرنسي، حلول عملية لكل ما تشهده المنطقة، وفي ذلك سلام ينشده الجميع، ليس فقط في المنطقة بل بالعالم، وكذلك حلول عملية لما تصر إسرائيل على جرّ المنطقة له من توتر وتأزيم وعنف وفوضى.

في مكالمة، قضايا بحجم تحديات المرحلة، ورسائل بعمق ما يبحث عنه العالم من حلول لأزمات يعيشها الإقليم، وحلول تقود لإنقاذ الإقليم والمنطقة، وتضع السلام على بر الأمان، وتوقف معاناة أهلنا في غزة، وتمنحهم حق العيش بسلام، جلالة الملك عبدالله الثاني يضع العالم أمام حقيقة مؤكدة بأن الجهود الدولية اليوم باتت حاجة ملحة لوقف التصعيد الإقليمي والإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب، بتحذير واضح من جلالته من تداعيات إجراءات إسرائيل التي قد تؤدي إلى تأجيج العنف والتوترات في الإقليم.